الرؤية الثاقبة والواضحة للمسيرة التنموية والحضارية المرسومة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لقيادة الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات، المرتكزة على مثلث (بناء الإنسان، والمحافظة على الثوابت، واستشراف التقدم) تعكس وضوح الهدف، وتمثل منطلقاً للبناء، وتحفز المواطن لمواكبة التوجه.
فإلى أي مدى، وبأي اتجاه تسير منطقة القصيم مع هذا التوجه؟؟
إن الإجابة عن هذا السؤال لابد أن تأتي متوافقة مع شرطها المنطقي الذي يربط السبب بالنتيجة ويرتكز على الدليل!!
لقد استلهم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم هذه الرؤية وجعلها خريطة طريق لكافة قطاعات المنطقة.
فالأمير فيصل بن مشعل - بما حباه الله من فطنة واستحضار للواجب - قد تفهَّم بصورة كبيرة أبرز السمات الشخصية لإنسان المنطقة، وما يتوافر لدى أهل المنطقة من استعداد فطري للعمل والعطاء والإنتاج، مما أتاح المجال واسعاً لاستثمار طاقات أبناء المجتمع القصيمي في كل اتجاه، ووفق ميول وتوجهات هذا المجتمع.
وفي هذا المجال تأتي (منصة كفاءات القصيم) في إمارة المنطقة بوصفها إحدى الأدوات المنهجية وقاعدة البيانات والسير الذاتية للكفايات المؤهَلة في المنطقة.
ثم إن عدد اللجان والفرق المشكلة تحت إشراف إمارة المنطقة في كثير من المجالات الإنسانية والبيئية والثقافية والتنموية وغيرها، والتفاعل الناتج عنها ليمثل أحد المكتسبات التي صنعها الأمير فيصل بحكمته وبعد نظره في استثمار طاقات شابة راغبة في العطاء التطوعي، انطلاقاً من شعورهم الذاتي بالعرفان لهذا الوطن ممثلاً بالمنطقة.
لقد تحققت في المنطقة تنموياً - في ظل تلمس أميرها ومتابعته - احتياجات المواطن من خلال المشروعات التنموية التي تحتاج إليها المنطقة، أما متابعة هذه المشروعات المختلفة عبر التقارير الورقية الذي يمثل جزءاً من اطلاع المسؤول على مسيرة هذه المشروعات، ومعرفة المتعثر منها وأسباب تعثره من خلال التقارير المكتوبة فإن هذا ليس كافياً بالنسبة للأمير فيصل، الذي (صار في حكم الطبيعي) أن يراه المواطنون يقف بنفسه على المشروعات، غير أنه يولي المشروعات المتعثرة الدرجة الأعلى في الاهتمام حتى يقف على أسباب التعثر ثم التوجيه بدارستها واقتراح الحلول العملية لها.
وفيما يتصل بالصعيد الإنساني، فإن وقفات بل مواقف سموه الإنسانية يشهد لها واقع ممتد بامتداد حاجة المجتمع لهذه المواقف، حتى أن المتحدث لن يجاوز الواقع لو قال إن لدى سموه كل يوم موقفاً إنسانياً يداوي به جرحاً أو يواسي فيه مكلوماً، يأتي في مقدمة هذه المواقف (مبدؤه الثابت) تجاه العفو في قضايا القصاص واستعداده الشخصي المباشر للشفاعة لدى أولياء الحق في حال رغبتهم في العفو وموافقتهم عليه، مما أثمر إيجاباً في العديد من القضايا في هذا المجال. وقل مثل ذلك في كل شأن إنساني أو إصلاحي.
وفي شأن توظيف الشباب، يأتي تميز المنطقة في تنفيذ قرار توطين الوظائف، وتحقيقها مركزاً متقدماً على مستوى المملكة في هذا المجال من خلال خطط وبرامج اللجنة العليا المشرفة على برنامج توطين الوظائف برئاسة سموه، دليلاً لما يشكله توظيف شباب المنطقة من أولوية ضمن اهتماماته بوصفه أميراً للمنطقة.
أما الشأن الثقافي فقد كان أحد أبرز اهتمامات الدكتور فيصل بن مشعل، ولا غرابة - وهو المعني بالفكر والثقافة - حيث حظي المهتمون بهما باهتمام بالغ. يجسد ذلك ما يتم في مكتب سموه من تكريم للقامات الفاعلة في هذا المجال وكذا رعايته للمناسبات المتصلة بالشأن الثقافي، أما جلسته الأسبوعية في قصر التوحيد فهي تمثل الواجهة المشرقة للفكر والثقافة التي تعكس الصورة الحقيقية للمنطقة ورجالها في هذا المجال، بل تتجاوزهم إلى ضيوف سموه المهتمين بالشأن الثقافي والعلمي. كما أولى الأمن الفكري عناية خاصة تعكس حرصه على شباب المنطقة وتحصينهم وعدم انزلاقهم في مزالق الأفكار الهدامة، من خلال متابعته للبرامج التوعوية التي تهدف إلى نشر الوسطية ونبذ التطرف، والتحذير من الجماعات المصنفة على لائحة الإرهاب ومن ينتمون لها، حيث تبنَّى سموه جائزة لأفضل بحث في مكافحة الإرهاب والفكر الضال، كما أن الفعاليات المنفذة تحت إشراف مباشر من إمارة المنطقة ضمن ( حملة معاً ضد الإرهاب، وبرنامج تعزيز الأمن الفكري ) لنبذ التطرف وتعزيز الاعتدال قاربت أربعة آلاف فعالية خلال تسعة أشهر، وبمشاركة مختلف القطاعات.
ولأن رجال الأعمال رقم فاعل في معادلة التنمية، فقد أولى سمو أمير المنطقة مساهمات رجال الأعمال جل اهتمامه ورحب وبارك رغبتهم الجادة والفاعلة في المساهمة في تنمية المنطقة، إيماناً بواجبهم الوطني من خلال تبرعاتهم المباشرة في مشروعات صحية وتعليمية وتنموية تجاوز إجمالي قيمتها مئات الملايين.
أما نصيب الرياضة ورياضيي المنطقة من متابعة سموه ومباركة إنجازاتهم وتحفيزهم لتحقيق نتائج مميزة في مجال الرياضة فإن هذا مما يحفظه له الرياضيون وغيرهم، حيث لم يغب اسم أمير المنطقة عنهم قبل الإنجاز أو وبعده، وشواهد ذلك ما تعيشه النهضة الرياضية في المنطقة في كل مجالاتها.
لقد تحولت منطقة القصيم مع أميرها الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز إلى خلية نشاط دائب في العديد من المجالات في الوقت نفسه، فلا يكاد يمر يوم على المنطقة دون منشط تنموي أو حدث تطويري برعاية ومتابعة من قبل سموه، مما جعلنا نقول ببطلان مقولة رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ! فهي مع فيصل بن مشعل تبدأ بعدة خطوات في الوقت نفسه، ومع كل هذا النشاط الذي تشهده المنطقة، نجد أن الشق الإداري والتنظيمي يسير بخط متواز مع الشق التنموي، فلك أن تتصور عزيزي القارئ أن المعاملة التي تعرض على سمو الأمير لا تتجاوز عادة يوم عمل واحد إلا وتصدر بتوجيه إجرائي، في منطقة يقارب سكانها مليوني نسمة !
لقد بذر الأمير فيصل بن مشعل بأسلوبه القيادي وعطائه الجاد عبر ساعات عمل طويلة ومتابعاته الميدانية، بذر - من خلال القدوة - لدى مسؤولي الإدارات الحكومية ومؤسسات النفع العام ثقافة تقوم على مبدأ (المواطن أولا) فصار المواطن مطمئناً لمسيرة متطلباته والتفاعل مع تساؤلاته.
وعندما نتحدث عن شيء من سيرة أمير منطقة القصيم القيادية والإدارية للمنطقة فإننا لا يمكن أن نتجاوز ملمحاً رئيساً في سماته الشخصية التي يأتي التواضع وحسن الخلق في مقدمتها، مما جعل هذه السمات مضافاً إليها كفاية سموه القيادية والإدارية للمنطقة تعزز مشاعر الحب والولاء المتبادل بين الشعب والقيادة في مستواها الأعلى ممثلة بأمير المنطقة الذي يشعر المجتمع القصيمي بأنه مدين له، والذي يكرر في كل مناسبة أن ما يقوم به ما هو إلا شعور بالمسؤولية تجاه القيادة الرشيدة وتلبية للواجب الذي يفرضه موقع المسؤولية وبر بقسم عظيم أمام خادم الحرمين!
لهذا فإن مجتمع القصيم يستشعرون مع سموه أنهم يواكبون خطط وتوجهات القيادة الحكيمة المرسومة من قبل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن منطقتهم تسير في رحلة التقدم بخطوات وثابة واثقة.