فهد بن جليد
تتبع الأخبار (السلبية) بعد الساعة السابعة مساءً أو قبيل النوم تحديداً، يسبب الأمراض بحسب رأي الأطباء والباحثين الذين ينصحون بتجنّب سماع هذا النوع من الأخبار في هذا الوقت من اليوم، حتى لا يؤثِّر ذلك على نظامك المناعي بزيادة إفراز هرمون (الكورتيزول) وتهيج نظامك الحوقي، وجهازك العصبي، ما يؤثِّر سلباً على الشبكات الدماغية، كما ينصح الأطباء النفسانيون على الأخص بعدم البحث عن الأخبار (السلبية) في الصباح الباكر فور الاستيقاظ من النوم، حيث يجب على الإنسان البحث عن المشتركات المفرِّحة له مع الحياة والناس، وأنا من خلال تجربة شخصية أنصح بعدم سماع الأخبار (السلبية) في كل وقت، والنظر دائماً إلى النصف المُمتلئ من الكوب، فالحياة رحلة قصيرة لا يجب قضاؤها في النكد والهموم.
النقطة التي تسبق تتبع الأخبار السلبية أو التعرّض لها في الأهمية، هي الحذر من افتعال المشاكل والأزمات مع الآخرين، بسبب حديث أو موقف أو حتى شكوك أو تفسيرات شخصية خاطئة أو حتى (عدم ارتياح) كذا من الله وفي الله، والانتباه من السقوط في فخ المعارك -غير الضرورية- التي تضيع الوقت، وتستنزف الجهد والأعصاب دون فائدة أو سبب واضح، مع أشخاص هامشيين في حياتنا، أو حتى لا تربطنا بهم تقاطعات يومية أو عملية، الأمر يحتاج لذكاء وحكمة وربما تفعيل بعض القوانين والقواعد الفيزيائية في التعامل مع البشر ومراعاتها، بإغماض العينيين تارة، وصمِّ الآذان تارة أخرى، من أجل راحة البال والعيش بسكينة وهدوء وهناء، بعيداً عن المناكفات والمشاحنات لأسباب تافهة وغير ضرورية، الناجحون يفعلون ذلك على مرِّ التاريخ بالترفّع عن الدخول في أي مهاترات مفتعلة، من أشخاص إمَّا أنَّهم تعودوا على العيش وسط المعارك والمصادمات، أو أنَّهم يبحثون عن النجاح والشعور بقيمة ذاتهم بمجرَّد الدخول في خلاف معنا.
هذا لا يعني أنَّ حياة الناجحين خالية من المعارك والأخبار والطاقات السلبية- على العكس تماماً- كل إنسان ناجح أو متميز، ثق أنَّ حياته مليئة بالتحديات والصعوبات والمعارك والمنافسات التي حسمها لصالحه، لكن هي معارك ضرورية، تستحق الحسم بقوة وثبات، فالحياة بحد ذاتها هي أكبر معركة يخوضها الإنسان من أجل النجاح أو حتى البقاء، الحذر فقط من غبار المعارك الجانبية التي على الإنسان الترفّع عنها، ليواصل العبور بوضوح وثقة ونجاح صوب أهدافه.
وعلى دروب الخير نلتقي.