د.عبدالعزيز الجار الله
لا يمكن تجزئة مكافحة الإرهاب، أن يكافح من جهة وبالمقابل يسكت عنه من جهة أخرى، فإما الحرب الشاملة على الإرهاب أو تحمل قرار التغاضي، أوروبا تحارب الإرهاب بانتقائية تتفاعل وتدعو العالم لمكافحة الإرهاب عندما يكون في شوارعها، وتسكت عن تصرفات تركيا وإيران وحزب الله اللبناني، وجماعات الأخوان المسلمين، والجماعة الحوثية، وداعش ومنظمة القاعدة، يتحركون تحت غطاء الديمقراطية وحرية الحركة، دون رقيب ولا حساب.
تركيا وإيران وحزب الله اللبناني يعملون في العلن بنقل المرتزقة من دولة إلى أخرى، وأوروبا وتحديداً فرنسا، الجماعات الإسلامية سائحة في أوروبا باعتبارها معارضة منعت من العمل في بلدانها، وداعش دعمت وهي تصول وتجول في البلدان العربية أيضاً تحت غطاء الربيع العربي عام 2010م، وقيادات الإرهاب القاعدة تحركت في أوروبا كذلك باعتبارهم من المعارضين الذين طردوا من بلدانهم.
فرنسا اليوم تعلن حربها على الإرهاب وتطلب من العالم الانضمام إليها وتتعاون مع دول الشرق الأوسط في المعلومات وتحركات المنظمات التي تعمل في الخفاء، بعد أن كانت عرضة لعمليات إرهابية وانتقامية استفادت منها الجهات الإرهابية والخلايا النائمة في أوروبا، وهذا التطور في عمليات الإرهاب ما كان لها تتم لولا الدعم المفتوح لبعض الحكومات للربيع العربي في الشرق الأوسط.
كانت الدول العربية تحديداً المشرق العربي يعاني من ثورات الربيع العربي، وأوروبا القريبة جداً من الشمال الأفريقي شرارة الربيع العربي تونس وليبيا ومصر وكذلك سورية في بلاد الشام، وكانت الفواصل قريبة جداً هي شواطئ البحر الأبيض المتوسط، تقف أوروبا داعمة لما تسميه بالثورات من أجل الديمقراطية، حينها كان بعض العرب يحذر من أن الحريق سوف يطالهم وتأكل النار أطرافهم، وكان ينظر لهذا الرأي باستهتار وعدم الاهتمام واليوم تزحف عليهم عمليات عنف وإرهاب متبادل بين أبناء الدولة الواحدة وفرنسا هي العنوان.
على المجتمع العربي والعالم أن يقف بحزم للموجة الثانية من إرهاب الربيع العربي لو اختلفت السياسات لأن الإرهاب لا وطن له.