إعداد - محمد المرزوقي:
ضمن اهتمامات نادي جدة الأدبي بالنشر، وخاصة ما يعني بالتواصل مع اللغات الأخرى عن طريق الترجمة، صدر كتاب: «الترجمة في الأدب السعودي من اللغات الأخرى وإليها»، للباحث خالد بن أحمد اليوسف، إذ يعتبر الإصدار الجديد متخصصاً في موضوعه، جديداً في طرحه، حاصراً للإنتاج الأدبي في مجال الترجمة من أي لغة عالمية كانت إلى اللغة العربية على يد أبناء المملكة العربية السعودية، وأي كتاب أدبي سعودي تمت ترجمته إلى أي لغة عالمية، كذلك الكتب الأدبية التي كتبها السعوديون بأي لغة غير العربية، وهي الحالة الجديدة التي بدأت تبرز في ساحتنا الأدبية.
وقال اليوسف خلال حديثه لـ«الجزيرة»: إن اهتمامي بموضوع الترجمة في الأدب السعودي ليس وليد يوم أو يومين، أو لحظة طارئة في تتبع حركة التأليف والنشر الأدبي، بل هو موضوع قديم بدأت معه منذ معرفتي للأدب والكتابة الأدبية بصورة عامة، فقد كان شاغلاً لقراءاتي ومتابعتي للإنتاج المترجم، وهو أمر طبيعي حين أسترجع وأتذكر أن بدايات القراءة في حياتي هي مع الأدب المترجم، خصوصاً حينما أعود لفترة الثمانينيات الميلادية، حينما التقيت بالدكتور أحمد قطرية، غفر الله له ورحمه، الذي كان حريصاً على ترجمة العشرات من القصص السعودية، وكنت أعينه وأساعده في الاختيار وتحضير النص لعدد كثير من كتاب القصة القصيرة السعودية، وتم نشرها باللغة الانجليزية في جريدة الرياض ديلي وإذاعة الرياض الأوروبية، والأستاذ القاص الروائي فوزي دسوقي خليفة وهو يسير في الطريق العكسي الترجمة من اللغات الأخرى للعربية، وقبلهما أستاذي طه حواس غفر الله له ورحمه.
وقال اليوسف: من هذه الرحلة مع الترجمة كعلم وفن وواقع، بدأ اهتمامي وتتبعي الدقيق للترجمة، وبدأت التخطيط لعمل خاص بها، وكان هذا أواسط عام 2017م، وفي كل يوم أكتشف شيئاً جديداً وإضافة معلوماتية ومعرفية، خصوصاً أن الترجمة قامت على جهود خاصة وشخصية، وجهود فردية من الكاتب الذي يطمح إلى وصول عمله للقارئ الآخر، ولهذه الأسباب وجدت عوائقَ كثيرة منها:
1 - ليس كل ما يُكتب في الأخبار الأدبية والثقافية عن الإنتاج المترجم صحيحاً! حيث أن معظمها لإبراز الشخصية الأدبية ومكانتها بين الآخرين، وأن كلمة: تمت ترجمة شعري أو قصصي إلى لغات كثيرة أصبحت عادة عند البعض!
2 - بعد تواصلي مع عشرات المبدعين جاءتني إجابة متشابهة: ترجم لي كم نص ونشر في دوريات أجنبية!
3 - معظم حركتنا في مجال الترجمة شخصية، واجتهاد من الكاتب نفسه، لكي يصل عمله إلى القراء في دول العالم.
ومضى اليوسف في هذا السياق، قائلاً: لم استسلم لهذه المؤثرات السلبية بل واصلت البحث والتنقيب، إذ يهمني أن أصل إلى كل معلومة لتضيف إليّ، وهي تعني في تراكمها الشيء الكثير والكبير، لهذا لم انقطع أبداً عن جميع المواقع والكتب والدوريات والاتصالات بحثاً عن الكمال فيما أقدمه في هذا الكتاب؛ وسعادتي لا توصف حين أرى أني كونت خمسة عشر موضوعاً أدبياً في مجال الترجمة، بكل تفاصيلها وفروع الأدب وفنونه وهي:
1 - الأدب.
2 - التراجم والسير.
3 - الرحلات.
4 - المقالات.
5 - الرواية.
6 - الشعر.
7 - القصة القصيرة.
8 - المسرح.
9 - الدراسات والبحوث لكل فن ما يرافقه من دراساته الخاصة به.
ووصولي إلى ثلاث مئة وعشرين مادة لا يعني أبداً أن هذه هي كل ما صدر نهائياً، لأني على يقين أني في كل يوم أصل إلى مادة جديدة، وسبب اختفائها هو محدودية التوزيع، وعدم انتشارها في جميع المكتبات المعروفة، مختتما اليوسف حديثه، بقوله: آملاً أني قدمت في هذا الكتاب كل ما يتمناه الكاتب والباحث والدارس في هذا المجال، وأني قدمت الإجابات عن أسئلة كثيرة في مجال الترجمة الأدبية في الأدب السعودي من وإلى اللغات الأخرى.