إعداد - محمد المرزوقي:
من حب فاض عن وعاء الزمن، يمكن أن نحسبه إضافة إلى ساعات اليوم «المحسوبة»، وقد تكون الساعات الزائدة رمز (الساعة 25)، أم هل لديكم تفسير آخر؟ هكذا يأتي الكتاب الجديد الذي أصدره الأستاذ محمد الوعيل، عن دار غراب للنشر، في طبعة أولى 2020م.
وقد تضمن إصدار الوعيل، اثنتين وعشرين مقالة (ذاتية)، جاء منها: مقدمة الزمن الآتي، النابلسي وهذه الفكرة، الطريق المسدود، ساعة خارج زمن اليومي على مائدة أنديرا غاندي، كوبان وطفلهما الثالث، كيف توفر فلوسك؟، لحظة حب حقيقية، لماذا.. ولماذا؟، مانيللي وأحلام النصراويين، مساحة للتفكير 1، مساحة للتفكير 2، مهمة المواطن والمسؤول، هذه الصور، وضاعت وسط الزحام، وهانت كل الأمثلة.
وفي مقالة بعنوان: «يوسف إدريس والساعة 25»، الذي جاء فيه: احتياجنا للصديق في حياتنا اليومية يأتي مطلباً حضارياً في كل أبعاده، وقد تكون ساعة (الصدق) أو لحظة الصدق تلك، تأتي في زمن خارج الـ24 ساعة، أي أن تلك اللحظة تأتي فجأة وبدون حسابات مع الزمن، أذكر مرة في ساعة زائدة عن الزمن - أعني زمن المجاملات والزيف - أن جمعتني الصدفة بالأديب يوسف إدريس، وأحد الرياضيين القدامى، ولم يكن هذا الرياضي - الشجاع- يعرف الدكتور إدريس، ولم يقرأ له أبداً.. فراح دون مجاملة بعد أن عرّفناه به.. راح يرميه بالنقد والتجريح، ليس ليوسف وحده، ولكن لحملة الأقلام في الشارع العربي، قال هذا الرياضي: أنا لا أقرأ الصفحات الأدبية، لكني أسأل: ماذا فعل الأدباء والشعراء العرب؟! - لم يقرأ لأحد منهم - إن هؤلاء وهؤلاء يتصورون حين يكتبون، أن ذلك الطرح سوف يؤثِّر في الشارع العربي، تلك الأوهام أحلام طارت مع الريح..»، هكذا تمضي إحدى القصص التي يحكيها الوعيل بأسلوب سهل، ماتع، ممتنع، الذي استلهم من الكتابة الصحفية «جماهيرية»، روحها، ومن المقالة «الأدبية»، جماليات سردها.