عبد العزيز محمد البابطين
ذات يوم وأنا أتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي صادفت صورة صاحب السمو الملكي الأمير/ سلطان بن سلمان بن عبد العزيز كأول رائد عربي مسلم.
حينها امتطيت صهوة الخيال لبرهة.. ماذا لو أن الأمير استقر هناك؟ ماذا لو كانت الكواكب صالحة للإقامة البشرية؟ وتوافد الناس إليها رغبة في الأمان.. وهرباً من الحروب وطمعاً في السلام أو حتى مزيداً من البذخ والرفاهية.. أعتقد حينها لن يأتي يوم تضيق به عليك الأرض بما رحبت، ففي الفضاء متسع وملاذ.
انعدام الجاذبية لن يكون عائقاً للعيش بل ستجد الراحة في قلبك؛ سيكون خالياً من كل هم وحزن وحتى الكراهية والأحقاد والضغينة، كل هذا لا مكان فلا يمكنها الاستقرار في القلب لانعدام الجاذبية.
ستسير أيضاً بكل خفة كمختال فخور.. وحتى الميزان لن يصيبك بالإحباط فسيبدو وزنك أقل بكثير مما هو عليه في الأرض مهما أكلت ومتعت معدتك ولن تضطر حينها لإضاعة ساعات من وقتك في النادي فاليوم في بعض الكواكب قصير جداً يقارب نصف يوم أرضي أو تزيد قليلاً، وبالمناسبة هذه أيضاً ميزة إيجابية مما يعني انقضاء الشهر بشكل أسرع فلن تأخذ سيارتك إجازة في نهاية الشهر.. ولن تكون حبيساً في المنزل في الأخير منه، فالراتب حينها سيكفي إلى نهاية الشهر وقد يزيد للادخار وإشباع نزوات النفس بشيء من (الهياط).
فسيكون هناك فرصة لتجربة المشروب الغازي (الكوكولا) ذي الأربعة وعشرين ريالاً وستصاب بخيبة أمل حينما تجد أنه هو نفسة ذو الريالين إلا أن الحظ حالفه فأصبح يقدم في ذلك المطعم الفاخر الذي أعلن عنه أحد مشاهير (السناب شات)؛ ومع ذلك لن تفوت الفرصة وستصور مع (الكوكولا) بجانب لوحة ذلك المطعم أو على طاولته الفارهة لتثبتها عبر (سناب شات) لحاجة نفسك.. ولأنك لست أقل منهم.
أعتقد أيضاً أن العيش في الفضاء سيجعلك بمأمن من القلق النفسي بسبب الخوف من عدوى فايروس (كورونا) فلا فايروسات مستقرة على أي سطح ستتطاير مع الرذاذ في الجو لشدة والحرارة ستموت سريعاً.
وأخيراً بالرغم من استحالة السكن على الكواكب والعيش في الفضاء إلا أن لدى علماء الفضاء شيء من الأمل في ذلك وكثير منهم يرى وجود حياة أخرى هناك، وأنا أرى أن لا بأس من أحلام خفيفة ممزوجة بطيف من الأمل.
أعلِّل النفس بالآمال أرقبُها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل