د. عبدالرحمن الشلاش
التعليم هو أساس التنمية ودون تطويره ليعد الكوادر المؤهلة سيبقى عبئا ثقيلا ! لكن من سيطور التعليم كي يواكب المتغيرات والمستجدات، ومن سيحدد أولوياته هل هو المجتمع أم خبراء التعليم ومن عاصروه؟
يبقى التعليم واحدا من المجالات التي لا يفهمها إلا من عمل فيها وتدرج حتى عرف وخبر كل مشكلاتها وأهم سبل تطويرها. تطوير التعليم بهذا المعنى ينبع من الوسط التربوي ذاته. من أمضى سنوات طويلة معلماً أو مدير مدرسة أو مشرفاً لو سألته بشكل مباشر عن وجهة نظره في أولويات التعليم سيجيبك دون تردد إجابة شافية. قد يكون هناك بعض التباين لكنه حتماً ليس بالكبير.
التعليم معلم متميز! كيف تختاره وتؤهله وتدربه وتحفزه وتشعره بأنه شريك أساس في العملية التعليمية وتبحث عن آليات تطويره، وتحافظ على هيبته ومكانته لتبقى هيبة التعليم قوية في نفوس طلابه. هذه أولوية لا يمكن تقديم كثير من الإصلاحات أو الإضافات الشكلية عليها وقد أعتبر «جون ديوي» المعلم الموجه والمرشد لطلابه في تعليم يعتمد على البحث والتجريب كثورة محتدمة على التعليم التلقيني الذي لا يصنع سوى نماذج مكررة.
التعليم منهج! كيف تختار محتواه كي يواكب مستجدات العصر ليعد جيلاً قادراً على المشاركة الفعلية في تنمية بلاده، لا أن يكون عالة على مجتمعه فيحمل شهادة بدون علم حقيقي. يحفظ ويتكلم كالببغاء لأنه لم يتعرض لمواقف وخبرات تتحدى قدراته وتصقل مواهبه، لذلك من الأولويات تمهير المناهج, أي تحويلها من معلومات نظرية جافة إلى مهارات يتدرب عليها الطلاب لا معلومات يمكن للطالب الحصول عليها من أي محرك بحث.
التعليم قيادة إدارية واعية! كيف تختار المدير القائد وتدربه وتمنحه الصلاحيات كي يطور ويحسن لا أن يكون مجرد آلة تتلقى الأوامر ثم تنفذها، اتصالات هابطة من قمة الهرم فقط بينما الأولى أن تكون صاعدة وهابطة وقرارات نابضة بالحيوية تنبع من الميدان!
التعليم بيئة جاذبة! ليس فقط على المستوى المادي من مبنى متكامل وترفيه ونشاطات، بل حتى على المستوى البشري، حيث الارتقاء بشبكة العلاقات بين الإدارة والطلاب والمعلمين وأولياء الأمور والبيئة المحيطة بالمدرسة!
هذه في نظري أبرز محاور أولويات التعليم لو ركزت عليها كل الجهود لأصبح الأمر مختلفاً، لذلك ليس من الأولويات على الأقل في الوقت الحاضر زيادة ساعات أو نقصها ولا حتى إضافة مقررات أو طباعة الكتب بشكل جديد قبل أن تستكمل الأمور الملحة التي ذكرت ثم بعدها لكل حادث حديث.