علي خضران القرني
وردت قصة هذا المثل في كثير من كتب الأدب والحكايات والسير القديمة والحديثة، وكثيراً ما يتداولها القراء والباحثون والأدباء في مجالسهم وبحوثهم ودراساتهم، لحكمة مدلولها من جهة والصفة التي لحقت ببطلها من جهة ثانية.
• وقصة هذا المثل بإيجاز إن أعرابياً اسمه (خراش) وكان ماهراً في الصيد، قد خرج إلى البرية يصيد (الظباء/ الغزلان) وكلما صوب سهمه نحو ظبي وجد آخر أسمن منه، لتكاثرها، وبقي على هذه الحال بين الحيرة والتردد في اتخاذ القرار، حتى غلب عليه النوم دون إن يظفر بشيء من بغيته، وفي اليوم الآخر عاود الكرة إلا أنه وجد الظباء قد رحلت جميعها، فبقي حزيناً، دون أن ينال واحدة منها. بسبب الجشع الذي استولى على مشاعره وحرَّمه مما كان سيظفر به من صيد ثمين وفشل نجاح الغاية الأساسية التي خرج من أجلها كصياد ماهر.
• ولو مهد للقناعة التي هي (كنز لا يفنى) سبيلاً إلى ذاته منذ بدأ في مشروع صيده لكان خيراً له ولحظي بمقصوده ولما فشل مشروعه وعاش في حزن وأسف.
• وقد وصف حالته أحد الشعراء بالبيت الشعري المشهور النابض بالحكمة التي أصبح يتداولها الناس بين الحين والآخر لسمو هدفها ونبل مدلولها:
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
• ويضرب هذا المثل على من يسيطر الجشع على مشاعره فيحرمه من تحقيق مآربه
• ويطلق أيضاً على أولئك الذين لا يحسنون التخطيط لأهدافهم وتحديدها، ولا يتقنون عملية اتخاذ القرار، ممن تستولي عليهم الحيرة ويغلب عليهم التردد وعدم حسم أمورهم في الوقت المناسب، ومن أمثال (خراش) في مجتمعات اليوم العديد والعديد جداً
• نبض الختام:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا