إبراهيم الدهيش
حكم المنية في البرية جاري
ما هذه الدنيا بدار قرار
والعيش نوم والمنية يقظة
والمرء بينهما خيال ساري
- اجتررت قول الشاعر حين جاءني خبر وفاة الأخ والصديق والزميل الشيخ محمد عبد الرحمن الدعيج (أبو وليد)، الذي غيَّبه الموت عن هذه الدنيا الفانية إلى الدار الباقية دار النعيم المقيم -بإذن الله تعالى- يوم الأحد الموافق (8) من ربيع الأول 1442هـ، فحاولت عبثاً حبس دموعي وكبح جماح عبراتي ومداراة أحزاني فلم أستطع، فالموقف أكبر من احتمالي، زخات من الهموم تلفني، وأوجاع تنهشني وخيالات تظللني، تزاحمت الكلمات وتلاطمت العبارات واحتشدت على باب حزني، لينسكب حبرها جداول على ورقي، فالمصاب جلل والقامة سامقة ومثلي يقف عاجزاً أمام فجيعة كهذه
فقد كان الفقيد «يرحمه الله» نعم الأخ والصديق، والزميل جمعتني به رحلة عمر داخل وخارج المملكة، فعرفت عنه وفيه الصدق والنقاء والطيبة في أجمل معانيها والكرم ونكران الذات في أبهى صورها، وسنام ذلك إخلاصه لله في طاعته وعبادته وبره بوالديه.
أحب الناس فأحبوه «والخلق شهداء الله في أرضه»، له حضوره الاجتماعي والإنساني والدعوي وجمع من خصال التواضع وحسن المعشر والتقوى والمروءة والشهامة والندى ما الله به عليم.
- ودعته الجموع في مشهد امتزج فيه الحب بالحزن بعيون دامعة وقلوب واجفة تعتصر ألماً لفراقه، حملوه على أكتافهم تسابقهم دعواتهم هطلت على نعشه كقطرات الندى أو كهتان المطر البارد. دعوات من القلوب رافقته وأيدٍ حانية مرتعشة حملته وقلوب تنبض بحبه تبعته.
- رحل عن هذه الدنيا الفانية وستبقى محبته وسيرته العاطرة في الوجدان وفي الأذهان ما نبض عرق وخفق قلب، وستظل ذكراه خالدة ما بقينا فإلى جنة الخلد جنة عرضها السموات والأرض.
- عزاؤنا لوالدته ولابنه وليد وشقيقاته ولأشقائه الأديب الشاعر حمد (نديم كميت)، واللواء الدكتور علي مدير عام كلية الملك فهد الأمنية، وللدكتور أحمد وأشقاؤهم سعود وخالد وعمر وبدر وشقيقاتهم، وإلى أبناء عمومتهم وأقاربهم وأنسابهم وكافة أسرة آل دعيج الكريمة، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ويأمرنا به {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- كاتب ومحرر صحفي بصحيفة الجزيرة