من مثالب الأجهزة الحديثة- الجوالات- أنها لا تدع لخبر ينام، فضلا أن يموت..
بل يمضغ بين دفّتي بعضها، حتى لا يجد صاحبه له ملاذا أقصد عنه فرارا أو سبيلا حتى يبثّه، يا عجبي!!
فالتغييب (الجهل) أحياناً بأمور.. هو وجه من السعادة، لا تحرمون ذلك الوجه.
فالأخبار التي تقع - من حروب/زلازل/ فيضانات.. إلخ - أليس الجهل بها أولى؟
بخاصة (الحوادث) التي ليس لديك ركن شديد في إصلاح شأنها، فهي أوجاع تحملها للآخرين، وهو يزعم أنك تزودهم بما يضعهم -أولا بأول- بالصورة..!
بينما أنت تحملهم (مع) أثقال حالهم أحمال ما حولهم.
فـ(تصوّر) أن يأتي أحدهم لوالده المسنّ ليتباسط معه بأوجاع (أقصد أخبار) ما يجري في العالم!
والمسكين يظن أنه يزوده بكل جديد.
وما علم أنه ملأ قلبه من الآلام.
ولهذا فما كل ما يصلك (وإن ظننت بقياسك المحض) أنه صالح للنشر
ونذكّر بقول النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ) رواه ابن ماجه
فانظر- لنفسك- أي الفريقين تختار، أي فإياك أن تكون- دون أن تدري-.. من (مفاتيح الشر) المخبرين عما يصول العالم، أو يطاله من الشرور.. أذكر لأحدهم يقول:
ذهبت مع أصحابي القدامى رحلة برية ليومين، وكان من حظّي أني نسيت يومها الجوال، وقد تضايقت -بالبدء.. -لكني بعدها حمدت ربي..
فقد قضينا وقتا من الأنس لا ينسى
وحين عدت أخبرتني زوجتي/ عن أحد الأولاد أصيب وهو يلعب الكرة مع أصحابه، ثم أسعفوه وانتهى الأمر..
فيقول:
تخيلت لو كان معي الجوال وأخبروني (بالتأكيد لن أرجع من الرحلة)، لكني سوف يخالطني الهم، أو أصاب بالغم..!
إشارة/
التغافل محمدة سارت في معارف من قبلنا حتى أمست لديهم كـ(منقبةً)، قال أبو تمام:
ليس الذكيّ سيدا في قومه
لكن سيّد القوم المتغابي