إبراهيم بن سعد الماجد
مقالة الأستاذ خالد المالك التي عنونها بـ: «محمد بن سلمان.. قدوة بعد قدوة». هذه المقالة الوافية الضافية المنصفة، فتحت شهيتي للكتابة الموجزة عن هذه الشخصية غير الموجزة، بل الشخصية المبهرة.. الشخصية التي خلال مدة قصيرة جداً قلبت الكثير مما كان يعتقد بأنه صعب التغيير، أو صعب الإنجاز، إلى سهل يسير!!
كنتُ ممن حالفه الحظ بالتعرف على شخصية سموه من بداية توليه مسؤولياته، حيث نلت شرف مرافقة خادم الحرمين الشريفين في زياراته الرسمية خارج المملكة، وكان لنا كوفد إعلامي وثقافي شرف لقاء سمو ولي العهد، والاستماع إلى آرائه وأطروحاته المختلفة.
ومما بقي في ذاكرتي وأنقله عن سموه دائما مقولته (الدين والوطن) خط أحمر لا نقبل النقاش حولهما. هذا المبدأ الراسخ الذي يؤمن به سموه كما كان يدافع عنه قادة هذه البلاد منذ التأسيس إلى هذا اليوم، هو كذلك ما يموت من أجله كل سعودي، رضعه مع حليب أمه.
الشخصية المبهرة لسمو ولي العهد، وهو الشاب الثلاثيني، تجعل كل سعودي، بل كل محب للسعودية تشرئب عنقه لمستقبل زاهر، ودولة عظمى، تعانق السماء شموخاً بخدمتها لمقدساتها وضيوف الرحمن، وحضارة تبهر العالم أجمع، ليست حضارة أسمنتية، بل حضارة علمية تتفوق على كل منافسيها، بما تقدمه من مبادرات ومشاريع ضخمة ترسخ مقولة سمو ولي العهد (طموحنا عنان السماء).
لقد كان من جميل نصيبي الاستماع إلى أحاديث سموه في الداخل وفي الزيارات الخارجية، وكما يقال ليس من رأى كمن سمع، ولذا فإن دعواتنا دائماً لسموه، بأن يسدده ويعينه، فالمسؤولية لا شك كبيرة وعظيمة وشاقة، ولكن إذا عرفنا بأنه حفظه الله عاهد ربه على أن تكون هذه البلاد كما هي قبلة للمسلمين في صلواتهم، أن تكون قبلة للعالم في صناعاتها وحضارتها وتقدمها، ومن عاهد الله فإن التوفيق حليفه بحول الله وقوته.
نحن كشعب سعودي.. طموح، وقد أثبتت رؤية المملكة 2030 أننا فعلاً نقبل التحدي، وأهل لهذا التحدي، وأن من يجعلنا حزاما له لن يجد إلا ما يقوي ظهره، وينجز عهده، ويحقق أمله.
إننا بحمد لله نسير نحو القمة بثبات، على الرغم من كل الصعوبات التي حدثت بأسباب خارجة عن الإرادة، ومع كل هذه الصعوبات كنا نستعين بالله ولا نعجز، بل نسير وكأن شيئا لم يحدث، في ثقة بالله لا تقبل التشكيك.
الرؤية لها مسارات مختلفة، بعضها بات ظاهرا للعيان، وبعضها ما زال تحت البناء، ومع ذلك فالكل واثق بأننا بإذن لله سنكون الدولة العظمى، بمنجزاتها العلمية والصناعية والحضارية المختلفة.
أيها السعوديون.. كونوا على الوعد.. وعد ولي العهد.. بأن تكون دولتكم رائدة ليس على المستوى العربي أو الإسلامي فحسب، بل على المستوى العالمي.
وما ذلك على الله بعزيز، راجعوا مقولات سموه، وستجدون الكثير منها تحقق، والبقية في طريق التحقق، لنصل إلى ما يصبو له سموه وكل سعودي ألا وهو.. أمن وأمان ورغد عيش.