سهوب بغدادي
إن من الأساسات التي لا غنى عنها في الأوطان ارتفاع معياري الأمن والأمان إلى جانب معايير أخرى، فيما أركز في مقالي اليوم على المعيارين الأولين، فلله الحمد والمنة ننعم في المملكة العربية السعودية بمستوى عال من الأمان والأمن في شتى النطاقات، حيث برز للعالم تميز المملكة في مجال الأمن الغذائي والمستلزمات الطبية الوقائية خلال جائحة كورونا. في المقابل، عانت العديد من الدول من الشح في الغذاء والمستلزمات وتوسعت مسارات انتظار المواطنين في تلك الدول. فنحمد الله على ذلك. ونسأل الله تعالى أن يرفع عنا الوباء لنعود بشكل أجمل وأكمل بإذن الله. من هذا النسق، أسلط الضوء على جوانب أخرى مناطة للتحسين المستمر والعناية الحثيثة ألا وهي حقوق ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية بالاستناد على أساس العدل والمساوَاة، ومنهجية تكفل منح الإنسان حقه من العيش الكريم، اهتمت المملكة برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل يضمن حصولهم على حقوقهم عبر توفير سبل الوقاية والرعاية والتأهيل اللازمين، إذ ضمنت تقديم خدمات الرعاية الشاملة وساهمت في توظيف الخدمات الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والمهنية، بهدف تحقيق أقصى درجة ممكنة من الفاعلية في المجتمع بإذن الله. من هنا، نلفت انتباه المواطنين باعتبارهم جزء لا يتجزأ من عملية الازدهار والتطور في المملكة، من خلال تفعيل مبدأ المواطنة الفعالة وحس المسؤولية تجاه الفرد والمجتمع. في الوقت الذي يحدثنا ديننا الإسلامي السمح على مساعدة الغير وحب الخير للجميع، تظهر أهمية احترام الفوارق وقبول الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء من المجتمع حيث يتم إجراء التعديلات والأمور الفنية اللازمة لتهيئة المنشآت العمرانية وتهيئة وسائل النقل والأماكن العامة حسب المعايير والمتطلبات التي تمكنهم من سهولة التنقل والوصول من وإلى الأماكن المختلفة. على سبيل المثال مناطق انزلاق العربات لدخول المباني وجميع الأماكن المخصصة لهذه الفئة، من أهمها مواقف السيارات لذوي الإعاقة ودورات المياه -أكرمكم الله- ولا يخفى عليكم أن هناك بعض الانتهاكات التي تحصل من باب الجهل بالأمر وذلك ما أرجوه من خلال هذا الطرح للتوعية وإلقاء الضوء في هذا الخصوص. هنالك شكاوى كثيرة من ذوي الإعاقة فيما يتعلق بتهاون البعض في استخدام مرافقهم المخصصة مما يتسبب في تعطيلهم عن أعمالهم وأهدافهم. فلم لا يكون هناك أيقونة رئيسة من خلال تطبيق كلنا أمن تكن المواطن من سهولة وسرعة الإبلاغ عن انتهاكات في حق ذوي الإعاقة باختلاف أشكالها وأهدافها؟ فضلا عن تحديد غرامات مالية رادعة للمخالفين. في سياق متصل، يجدر الذكر أن مركز سعي يقدم خدمات نوعية ومتميزة لخدمة وتأهيل ذوي الإعاقة لدخول سوق العمل بكل ثقة وفعالية. فعند زيارتي للمركز بين لي رئيس مجلس إدارة المركز الأستاذ مرزوق العتيبي أن مركز سعي يقدم خدماته لتأهيل ذوي الإعاقة بمختلف مساراتها السمعية والبصرية والحركية والعقلية. ومن خلال زيارتي للمركز وجدت خدمات وأركان أخاذة في الشكل والمضمون بيئة آمنة لذوي الإعاقة. فيمكن المركز الفرد من اختبار العديد من المهن المتاحة في سوق العمل كقطاع الفندقة والمطاعم والأعمال الإدارية والتصوير والمزيد من الأمور الجميلة.
(الإعاقة مسألة إدراك)