يوسف بن محمد العتيق
يروى في الحديث الشريف عن النبي الكريم أنه طلب من أصحابه الكرام عدم الحديث أمامه بحديث فلان عن فلان وما قاله فلان عن فلان، لأنه صلى الله عليه وسلم يحب أن يقابل أصحابه، وهو سليم الصدر، لا يحمل على هذا أو ذاك.
هذا الحديث الشريف يقدم وصفة طبية في غاية الأهمية، ففي العمل بهذا المنهج، وهو عدم شحن الخاطر والمزاج بما يقوله الناس عني جانب مهم في الاستقرار النفسي والسلوكي.
واليوم نجد أن الكثير من أسباب الخلافات والتشنج هي مرتبطة بنقل المعلومة بشكل غير دقيق.
في تراثنا العلمي مناقشة بل مناقشات لهذا الجانب، وتركيز مهم على عدم توتير الآخرين بسماع أخبار مزعجة لهم أو لغيرهم، وهم غير قادرين على التعامل معهم، وبخاصة أن سماع الأخبار المزعجة بكثرة يؤثر على حياتنا الخاصة وقراراتنا العائلية والعملية.
وعليه لو كان لدى كل واحد منا منهجا صارما بعدم فتح الأذن لكل من هب ودب، لكان الأثر النفسي علينا كبيرا.
أقول هذا الكلام، ونحن نعيش ذروة إدمان مواقع التواصل والتفاعل مع الأجهزة الذكية مما جعل من كل واحد منا ملتقى لعشرات بل مئات أو آلاف الكلمات التي لو محصنا وفحصنا لوجدنا غالبيتها لا يعنينا ومع ذلك نتفاعل معه.
أختم حديثي بقصة لطيفة، وتحمل مغزى كبيراً: حيث يروى أن رجلا قدم إليه آخر فقال له إن فلانا يتحدث فيك بغير الحسنى، فقال هذا الرجل لناقل الكلام: فلان اطلق علي سهماً، ولم يصلنا، وقمت أنت بغرز السهم في فؤادي.
فهو يقصد أني لم أسمع كلام الآخرين السيئ فيني، فلماذا توصله أنت؟
ودمتم بخير