د.نايف الحمد
ضرب الهلال موعدًا في نهائي كأس القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مع غريمه التقليدي النصر في نزال من العيار الثقيل. هذا النزال قد يكون تتويجًا لتنافس مثير وفصلاً جديداً من فصول التنافس التاريخي بين الفريقين بدءًا في الموسم قبل الماضي بعد أن غيّر النصر جلده، وحدث فيه ما يشبه الثورة نتيجة رصد ميزانية ضخمة جدًّا، تجاوزت نصف مليار ريال، وباستقطابات كبيرة محلية وأجنبية.
يأتي هذا النهائي على ذكريات آخر نهائي لكأس الملك جمع بينهما في مباراة عرفت بمباراة (جحفلي) في عام 2015م عندما تقدم المدافع محمد جحفلي والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحديدًا في الدقيقة الـ119 من عمر المباراة، وأحرز هدفًا عادل به النتيجة في وقت كان النصراويون فيه يستعدون للتتويج، وضم كأس الملك لبطولة الدوري.
استطاع الهلال كسب ذلك اللقاء بركلات الترجيح، واستعاد توازنه بعد موسم مخيب لآمال جماهيره إثر الجريمة التي ارتكبها الحكم الياباني نيشيمورا التي أفقدته لقبًا آسيويًّا مستحقًّا.
انطلق مصطلح (الجحفلة)، واشتُهر، وتردد على كل لسان حتى ذاع صيته في كل أرجاء الوطن العربي، وباتت كلمة (جحفلة) لها دلالتها في الأوساط العربية، الشعبية منها والرسمية، وتعامل معها العرب كمصطلح جديد، يستحق أن يُضاف لمعجم اللغة العربية.
في نهائي الكأس أواخر نوفمبر الجاري يطلُّ الهلال بعد أن قدّم موسمًا رائعًا، حصد فيه كل الألقاب الممكنة باستثناء ما تعرّض له من ظروف قاهرة، أفقدته فرصته في مواصلة مشوار الدفاع عن لقبه القاري.. إذ بدأ الموسم بتحقيق اللقب الغالي لجماهيره بانتزاع السابعة القارية، واختتم الموسم باستعادة لقبه المحلي لبطولة الدوري من غريمه النصر. وبدأ الموسم الحالي بداية مقنعة بانتصارين وتعادل.
في النصر لا تبدو الأمور بالصورة والزخم نفسيهما الذي يتمناه جمهوره. فبالرغم من كم الاستقطابات المحلية والأجنبية فقد خسر الفريق لقبه المحلي في بطولة الدوري، وخرج من أسهل نسخة آسيوية كانت جماهيره تمنّي النفس بتحقيقها، واستهل الدوري بخسارتين، جعلتا إدارة النادي ومدربه على المحك أمام جماهيرهم التي صُدمت بهذه النتائج، خاصة بعد أن تحدث بعض إعلاميي النصر عما يُسمى بـ(مشروع النصر القادم)، إلا أن هذه الخسائر أفقدت الجمهور بعض الثقة في عمل الإدارة، واعتبر البعض الآخر المدرب مسؤولاً عما حدث مما استوجب القيام بحركة تصحيح جديدة، طالت حتى فيتوريا، وما زال كرسيه يهتز في انتظار ما ستسفر عنه الجولات القادمة.
بطبيعة الحال إن كل هذه المعطيات لا يمكن لها أن تجعل من هذه المباراة سهلة التوقع، أو محسومة النتيجة، عطفًا على شدة التنافس، وكذلك المدة المتبقية قبل هذا النهائي التي بالتأكيد ستسمح للفريقين بتحسين أوضاعهما. وقد تتغير أشياء كثيرة قبل أن نصل للموعد المرتقب.
من المتوقع والطبيعي أن تكون هذه المباراة تتويجًا لعطاء فريقين يستحقان أن يكونا موجودَيْن بحضور راعي المباراة الكبير -حفظه الله-. ولا ينقص هذه المواجهة سوى حضور الجماهير التي نتمنى أن تسمح الظروف بوجودها ولو بشكل جزئي.. لكن بالتأكيد إن هذا القرار مناط بجهات تستطيع تقييم مثل هذا الوضع، وإعطاء التوجيهات اللازمة بشأنه.
نتمنى أن نشاهد لقاء يليق بحجم هذه المناسبة، وبقوة وشهرة الدوري السعودي التي جذبت الجماهير من كل أرجاء الوطن العربي.