فهد بن جليد
عندما يصل الوالدان إلى سن الشيخوخة أو أحدهما، أقترح أن تتبنى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية نظاماً لتفرُّغ أحد الأبناء لرعايتهم، إمَّا بإجازة مدفوعة الأجر، أو بإيجاد طريقة لتأدية بعض المهام الوظيفية -عن بُعد- مُستفيدين من نجاح تجربة العمل في زمن (كورونا)، حتى نضمن قضاء حوائج الآباء بطريقة آمنة، دون تقصير في هذا الواجب، وندعم رعاية المسنين في مجتمعنا ونهتم بهم أكثر، لأجل تحسين ظروفهم المعيشية وجودة الحياة، وهو دور إنساني -نحن أولى به من غيرنا- فالمجتمع السعودي الكريم جُبِلَ على التمساك والتآزر والتعاضد، ورعاية المسنين والاهتمام بهم لدينا هو دين وواجب، قبل أن يكون فطرة وثقافة مجتمع.
منح أحد الأبناء على الأقل مرونة أكثر (بالعمل عن بعد)، سيشكل -برأيي- نقلة نوعية في طريق دعم رعاية الوالدين، وخطوة عملية من أجل المسنين في المجتمع، ستحقق النجاح -بإذن الله- إذا تم تطبيقها وفق آليات محدَّدة تضمن ذلك، كتبتُ هنا سابقاً عن حاجتنا إلى نظام حماية ورعاية (كبار السن) في المجتمع السعودي، وأنَّه يجب أن ننظر لهذه المسألة بشفافية بعيداً عن (العواطف المُخدِّرة) على طريقة هذه من الواجبات الدينية والفطرة التي لا تحتاج إلى قانون أو نظام، نحن بحاجة لدعم الأبناء وتشجيعهم للاهتمام برعاية الآباء المُسنين، وعدم التقصير في هذا الواجب بكل الطُرق.
مُتفائل جداً بأنَّ مثل هذا الاقتراح سيجد الإصغاء اللازم، وسيتحقق -بإذن الله-ولو بشكل تدريجي في المرحلة الأولى لبعض الحالات الخاصة والحرجة التي يثبت لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية صعوبة استقلالها، أو الجمع بين الدوام اليومي الكامل ورعاية الوالدين المسنين أو أحدهما، هذه دعوة للتفكير بطريقة مختلفة، من أجل جودة حياة المسنين ورعايتهم في مجتمعنا السعودي الرحيم المترابط.
وعلى دروب الخير نلتقي.