د.عبدالعزيز الجار الله
جبال السروات هي من خيرات الله على بلادنا لأنها تمثل الخزان البشري والطبيعي والاستثماري لبلادنا، وتكاد تكون جبال المرتفعات الغربية من أهم المعالم والظواهر الجغرافية والجيولوجية في المملكة والجزيرة العربية وبلاد الشام، لأنها جبال عابرة إلى بلاد الشام شمالا، وإلى اليمن جنوبا، وبالنسبة لنا تأتي المرتفعات الغربية ضمن تكوينات وظواهر ثمينة لنا هي: البحر الأحمر والخليج العربي، والغطاء الرسوبي في وسط وشرقي المملكة التي تضم الطبقات الحاملة للنفط والغاز والمياه؛ لذا لا يمكن التهاون تحت أي ظرف مع حرائق عسير في جبال السروات، سواء تمت بقصد من مخربين متعمدين إشعال الحرائق لتدمير البيئة والاقتصاد وإلحاق الأذى بالسكان والممتلكات، أو بغير قصد من المتنزهين ممن يشعلون النار في أماكن رحلاتهم وجولاتهم في الغابات، أو المزارعين من خلال إحراق الحقول لتجديد الزراعة، أو أسباب أخرى.
جبال السروات هي التكوين الجنوبي من المرتفعات الغربية، وفِي الوسط جبال الحجاز، وفِي الشمال جبال مدين، وتضم المرتفعات الغربية مخزوناً هائلاً من النباتات والغابات والبيئات الاستيطانية، وتعد من أهم الركائز التي قام عليها إنسان الجزيرة العربية، وهي التي اختارها الله سبحانه وتعالي لبيته العتيق والمسجد الحرام، وانطلاقة رسالة النبي ابراهيم الخليل وإسماعيل عليهما السلام وذرية إسماعيل العربية، وخاتم الأنبياء والمرسلين النبي الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما تضم المرتفعات المشاعر المقدسة المرتبطة بالحج.
فالمحافظة على المرتفعات الغربية مسؤولية الجميع الأمن والسكان ووسائل الإعلام حتى لا ينظر إلى الحرائق أنها حوادث عابرة، مثل الحوادث التي تتم من خلال العواصف والبرق والرعد والرياح التي تشعل الأشجار اليابسة بسبب الجفاف وشح الأمطار، علينا أن نتعامل مع المرتفعات الغربية وننظر لها بمنظور الثروة الوطنية التي قررت الدولة - رعاها الله وحفظها - مؤخرا إلى تحويلها إلى حقول زراعية إنتاجية وأمن غذائي كانت تأتينا من الشام وشرقي إفريقيا واليمن، حيث تحولت جبال السروات إلى أثمن الحقول الزراعية والأمن الغذائي الواعد بتنوع سلاته لبلادنا.