عبد الله باخشوين
على مدى عشرين عاماً مضت، ما (الدور) الأمريكي-الأوروبي.. أو (الأجندة) التي رسمت لأردوغان وباشر تنفيذها، تجاه (العالم الإسلامي).. والتي رغم تخبطاته، ووقاحة تصريحاته، لا يجد من (الغرب) دون استثناء، سوى التجاهل، والتسامح، والتجاوز، وغض النظر، في كل المواقع التي تحرك فيها عسكريًا ودبلوماسيًا.. أو كـ(منظر) سياسي، أو حتى كمهدد ومتوعد.
فهو كـ(حليف عسكري) استخدم أسلحة (الحلف) وأسس قواعده (الخاصة) في سوريا وقطر وليبيا..
واعتدى على العراق بأريحية ونفس طويل، واعداً بالمزيد.. ثم جلب منظومة (الصواريخ الروسية)، وتم تحذيره من تشغيلها وتجربتها، فشغلها وجربها.. وقبلها تم تحذيره من التحالف مع (روسيا) فتحالف معها وأبدى ما يؤكد خضوعه لها، بعيداً عن ولائه (للحلف العسكري) الذي ينتمي إليه.
من الذي أطلق يده هكذا..!؟
ما الثمن الذي قدمه، أو وعد بتقديمه..!؟
وما الخطوات التي (نفذها) من (الوعد).. حتى يتم التغاضي عما يقوم به، ويبقى على حال الانتظار..!؟
ترى ما علاقة المقاطعة الشعبية للمنتجات التركية.. بالدعوة لخلق ما يماثلها تجاه فرنسا
وفي ظل كل هذا، ما علاقة ماكرون بأجندة ساركوزي.
وفي (دعوى المقاطعة)، هل توجه (حسن نصرالله) نحو فرنسا.. لإيجاد بديل (مقاطع) عن تركيا.. أو حليف مشارك في القطيعة.
وفي هذا الإطار لا يوجد ما هو أبلغ من الرد الإسلامي الذي جاء على لسان (الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء) والذي أكد وجوب عدم نشر الكراهية أو الإساءة للرموز الدينية لأتباع الأديان.
أما أردوغان الذي شكك في سلامة عقل الرئيس الفرنسي.. فقد جاءه الرد الفرنسي.. كأنما مباركاً لما قال ومستنكراً (بذاءة الصيغة) التي حملها الرد... وعادت جهات تركية لتصف المقاطعة السعودية بالقول:
-إنها طريقة لـ(قطع الأرزاق.. . وأن الأرزاق بيد الله)..؟!
غير أن كل هذا يعيدنا للسؤال الذي بدأنا به، وسواء قيل بنظرية (المؤامرة) أو تم استبعاد (وسواسها)..
ظل كلما قام به (الحلف الماكروني-الأردوغاني) تجاه ما دار ويدور في شرق المتوسط وقبله (ليبيا) وما جاء على لسان الاتحاد الأوروبي وأميركا مجرد كلام لا تخلو من محاولة (استرضاء) أردوغان وحثه على ضبط النفس.. وكان يبدي استهجانه ويتكلم عن حقوقه دون مراعاة أنه يسبب الحرج لـ(الكبار).
كل هذا ليضع الكثير من الظلال.. على ازدياد (رقعة التوسع الإيراني).
طبعاً -دون وساوس نظرية المؤامرة- لا يوجد سوى المملكة العربية السعودية.. القوة العملاقة الناهضة على أكتاف أبنائها.. باستنهاض هممهم وقدح شرر قدراتهم للافتراق والابتعاد والرقي.
لا يوجد سوى المملكة بلد يمكن أن توجه له هذه القوى المضادة شباكها وخناجرها -ليس للسيطرة عليها فهذا من المستحيلات - ولكن بهدف كبح جماحها... لأن حصان السبق السعودي في جموحه كسر السياج وأصبح يركض في فضائه حرًا طليقًا.. خارج إطار المساحة التي ظن هؤلاء أنهم قادرون على كبح جماحها.