صيغة الشمري
لم يكن أكثر المتفائلين يحلم بأن تصل دولة عربية في مكافحة الفساد إلى ما وصلت إليه بلادنا بفضل الله ثم جهود المخلصين من رجالات الوطن الذين يعتبرون بلادهم هي البيت الكبير الذي لا يسمح بسرقته أو إلحاق الضرر به، تقود بلادنا نقلة نوعية في مكافحة الفساد والنزاهة في المنطقة وفي العالم أجمع، قبل قدوم والدنا قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده عراب الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله ورعاهما لم يكن للفساد فيما يخص المال العام تعريف دقيق، وفي عهدهما أصبح الفساد هو الفساد ولا مسميات أخرى له قد ينجو من خلالها أحد، كانت القائمة الأخيرة من الجرائم النوعية التي وقفت عليها الجهات المختصة المسؤولة عن مكافحة الفساد تؤكد ما قاله سمو ولي العهد بأنه لن ينجو من مكافحة الفساد كائن من مكان من المفسدين، قائمة 123 قضية التي كشفت عنها قبل أيام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد تؤكد كلام سموه بكل حزم وعزم لا يقبل القسمة على اثنين، لم تستثن القائمة كائناً من كان كما قال وفعل سموه بل شملت كل فاسد من أي طبقة ومن أي جهة حتى من هيئة الرقابة ومكافحة الفساد نفسها، لم يعد هناك مجال للتهاون مع المفسدين الذين يستحلون سرقة المال العام تحت أي مسمى ومهما كانت الذريعة أو السبب، نوعية الفاسدين في القائمة الأخيرة التي أعلنتها هيئة الرقابة ومكافحة الفساد ستسهم بشكل كبير على تسربع عملية تنظيف المجتمع من المفسدين والوصول إلى نزاهة حقيقية مبنية على أسس ثابتة وحقيقية في زمن وجيز وقياسي، الشفافية القصوى التي تتعلق بملفات مكافحة الفساد تؤثر بشكل ايجابي وكبير في نشر النزاهة بين أطياف المجتمع وتحقيق مبدأ العدل والمساواة بين الجميع حيث يجد المواطن النزيه مكانته التي تليق به عندما تتم ملاحقة الفاسدين وإزاحتهم عن الوظائف التي لا يستحقونها والتي أضروا من خلالها بالوطن ومكتسباته، كلمة حق يجب أن تقال بأننا نعيش في زمن يتم فيه مكافحة الفساد بشكل حقيقي ونزيه وعظيم، تحية تقدير وإجلال لجميع منسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد على إخلاصهم وتفانيهم في سبيل الوطن والمواطنين.