سهام القحطاني
«لقد انطلقت المملكة في رحلة إصلاحية غير مسبوقة بشهادة المجتمع الدولي، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية» - من كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في ختام مجموعة تواصل المرأة «20».
كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في ختام تواصل «20»، والتي ألقاها نيابة عنه معالي وزير التجارة الدكتور عبدالله القصبي برهان إثبات لتطبيقات تُؤكد مبادئ وقيم وأسس منهج الدولة منذ ترسيخ أصولها على يد المؤسس الخالد الملك عبد العزيز -رحمه الله-، والذي أدرك بعمق حكمته الفريدة أن الإنسان هو أساس بناء أي وطن، وهو أساس رقي أي وطن، وهو أساس كل تطور ونهضة.
هذا الإيمان الذي انطلق من رؤية مشروع «توطين البدو» ليكتمل نضوجه برؤية 2030 التي أكدت أن الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد، لتأتي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- لتؤكد المؤكدة بأن النهج ثابت وقيم الإنسانية والعدالة مترسخة لا تتغير بالظروف ولا الجوائح.
وأن العدالة والمساواة بين طرفي مكون الثروة الحقيقية -الرجل- والمرأة- لهذا البلد المبارك الثروة الجبارة كما وصفها ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله.
إن إيمان ولاة الأمر بالمرأة السعودية كشريك في صناعة القرار ونهضة المجتمع هو إيمان راسخ منذ عهد المؤسس -رحمه الله- والذي تبلورت أهميته في إنشاء نظام تعليم البنات وبناء المدارس لهن والجامعات وتوفر فرص الدراسات العليا أسوة بالبنين والشباب وفرص العمل والارتقاء الوظيفي أسوة بالرجل.
لقد كان وجود المرأة الفعال عبر التاريخ السعودي حاضر، وكان يتطور وينضج مع الأيام مع مسارات التنمية الاجتماعية والعلمية والثقافية، وقد أثبتت المرأة السعودية قدرتها وكفاءتها على تحمل دور المساهمة الجدية والفعالة في نمو تلك المسارات واكتمال غاياتها.
واستمرت تلك المساهمات حتى هذا العهد المبارك بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الهمام محمد بن سلمان -حفظهما الله- والتي قفزت فيه المرأة السعودية فوق سرعة الصوت لتعتلي المناصب في الداخل والخارج، إيمانًا بقدرتها وأهميتها وقيمتها.
هذه المبادئ التي وُثِقت من خلال سلسلة التمكينات التي أُتيحت للمرأة سواء في الداخل أو الخارج إثبات وجودها النهضوي وكفاءتها الحضارية أمام العالم.
والتي تؤكد ما يؤمن به الملك سلمان -حفظه الله- كما جاء في كلمته السامية بأن «المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير النساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات، حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها البارز والفعال في قيادة التغير وصنع القرار».
فتمكين المرأة ليس فقط اعترفًا بوجود كينونتها بل هو أيضاً أساس في اكتمال إصلاح المجتمعات؛ فالمرأة المكتملة الكينونة بالتمكين والاستقلال هي أساس في بناء مجتمع نهضوي سليم متوازن.
ولم تكن سلسلة التمكينات الوظيفية التي أُتيحت للمرأة السعودية هي المثال الوحيد على دعم الحكومة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- للمرأة، بل رافقتها سلسلة تمكينات تشريعية وحقوقية كافلة لها قيمتها الاستقلالية والإنسانية ومسهلة لها ممارسة أدوارها الوظيفية المختلفة في المجالات التنموية كافة.
كما سعت الدولة إلى توسيع سوق العمل لمنح المرأة فرص عمل موازية لذات فرص عمل الرجل دون استثناء، لإيمانها بالكفاءة المتوازنة بين الرجل والمرأة في قدرة الممارسة وقدرة الإنتاج، ومنحها تسهيلات لإقامة مشاريع إنتاجية طويلة المدى لدعم دورها كمساهم في تنمية الاقتصاد المحلي.
كما أتاحت الدولة كل برامج التدريب لتطوير مهاراتها الوظيفة التي تتناسب مع سوق العمل ومستجداته المختلفة وترفع من جودة وقيمة ناتجها.
كما شملت كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التأكيد على أهمية المرأة في جائحة كورونا ودورها الرئيس في إنجاح المكافحة والحماية من خلال دورها في مجال «الرعاية الصحية»، حيث تمثل نسبة 70 % من العاملين في هذا المجال.
لقد آمنت المملكة، وهذا الإيمان أكدت عليه كلمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بأن مشاريع التنمية لا يُمكن أن تكتمل وتحقق غاياتها دون وجود حيوي ومشارِك للمرأة وخاصة في ظل هذه الجائحة التي كانت المرأة هي طرف متضرر منها، وهو ما يعني أن الإستراتيجيات الإنعاشية لأي اقتصاد للخروج من الآثار السلبية لهذه الجائحة لن تتحقق إلا بوجود برامج اقتصادية شاملة للمرأة متوازية بالإنصاف مع الرجل لتوفير فرص متكافئة للنجاح والمشاركة في برامج التنمية، فالمملكة كانت وما تزال -كما قال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في كلمته «على قناعة بأن الانتعاش الاقتصادي السليم للخروج من تداعيات الجائحة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال برامج اقتصادية واجتماعية شاملة للمرأة تُحقق الإنصاف بين الجنسين وتوفر فرصًا ممكنة للنجاح» - من كلمة الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله.
تعيش المرأة السعودية اليوم واقعًا مشرّفًا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- قيادة حكيمة ترى أن المرأة هي مصدر تطور وإصلاح المجتمع، وأن للمرأة دورها البارز والفعال في قيادة التغيير وصنع القرار، دور سيمنحها المستقبل المشرق برعاية قيادة تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية، وأن العدالة والمساواة هي منهج هذه الدولة العظيمة بولاة أمرها وبشعبها الجبار.
«نحن فخورات بسعوديتنا».