د.عوض بن خزيم الأسمري
إنّ قرار مجلس الوزراء القاضي بصرف (500.000) ألف ريال لذوي المتوفين من العاملين في المجال الصحيّ بسبب جائحة كورونا؛ اجتمعَ فيه -بفضل الله- هنا في مملكة الإنسانية، المملكة العربية السعودية العطاء العربيّ السخيّ، مع الخلق الإسلاميّ الإنسانيّ الجميل، حيث ساوت في عطائها هذا؛ السعوديّ وغير السعودي، ولا يكادُ يوجد نظيرٌ في العالم لمثل هذا المسار الأخلاقيّ الإنسانيّ الجليل، الذي يُرسّخ قيمة الإنسان؛ دون النظر إلى الفوارق الأخرى، وهي رسالةٌ إلى العالم المتباعد في مسافاته وسياساته ومصالحه وتوجُّهاته وتكتُّلاته؛ أنْ انظروا إلى المكوّن الأساسيّ الحقيقيّ في هذا الكيانات الماديّة والطبيعيّة والجغرافيّة المتناحر عليها، إنّه الإنسان فقط؛ وليس ثمّت ما يعي مكانته ويحفظُ قيمته، ويرسّخُ مفاهيم الحياة الهانئة غير الدين الإسلاميّ الحنيف؛ بأخلاقه وتعاليمه وآدابه، والذي تأتي انعكاساتهُ ظاهرة للعيان، منذ تأسيس المملكة العربية السعوديّة، حتى هذا العهد الرشيد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- وما هذا القرار القاضي بمنح (500.000) لذوي المتوفين من منسوبي الصحّة - المواطن والمقيم- إلاّ امتدادٌ للعطاءات المتجذّرة والمتجدّدة لمستحقيها من الأسرة المالكة الكريمة إلى أبناء الوطن والمقيمين على ثراه، ممّن يبذلون أرواحهم حفاظاً على أمنه الصحيّ، وطمعاً في سلامته وعافيته الدائمة ممّا يعكِّرها، من الأمراض والجوائح والأوبئة الفتّاكة، نسأل الله أن يحفظ وطننا السعوديّ من كلّ سوء، ويجعله ملاذاً آمناً دائماً لأهله والمقيمين فيه، ونسأله سبحانه أن يجزي قيادتنا الرشيدة خير الجزاء، ويبارك جهودها، ويشكرَ عطاءها وفضلها.
** **
- مدير جامعة شقراء