طلال محمد الجنفاوي
تحريك النخب للعوام أم تأثير العوام على النخب؟ جاء هذا السؤال كافتتاحية لحديث مطوَّل مع بعض الزملاء وكيف أصبحنا كأفراد متأثرين بكل ما يدار حولنا من متغيرات في الفضاء الواسع وقدرات الأدوات الإعلامية على التأثير على الفرد الواحد مما ينعكس على الدوائر الأوسع.
كان سياق الحديث في البحث عن الجواب وأيضًا تحليل الواضع الراهن كوضع إيجابي أم سلبي, إلى أن أجاب أحدهم قائلاً (لربما نحن نعيش في عصر الإعلام النازي من حيث السيطرة على عقل الفرد وتوجيهه وفق الرؤية السياسية والنخبوية)، كان ذلك النقاش محركًا أساسيًا لي للبحث في العلاقة المتكاملة بين الإعلام وعلم النفس.
شئنا أم أبينا،، الإعلام يؤثر في كل أنماط حياتنا وعلى سلوكنا وتصرفاتنا.. ونحن كأفراد نتأثر بكل ما يكتب ويسمع ويشاهد في وسائل الإعلام.
ومن هذا المنطلق دائمًا نستشهد بالأفكار بأنها هي من تولد المشاعر والمشاعر ليس إلا نتيجة للأفكار، وهنا الإعلام قادر بأنه يؤدلج الأفكار وكيفية تلقينها للجمهور بشكل أسهل، فمن ناحية نفسية يهمنا كيفية قراءة الخبر وفلترته بصورة تليق بالقارئ البسيط قبل القارئ المطلع.
الباحثون النفسيون ساهموا بالتعرف على اتجاهات الجمهور نحو وسائل الإعلام والتعرف على احتياجات الجمهور، وأيضًا تساعد القائمين بالاتصال في صياغة الرسالة بما يتناسب مع فئات الجمهور، لأن هنالك اتجاهات عدة من خلالها قد يحلل القارئ أو المتلقي، أولها الاتجاه الوجداني وهو شعور شخصي خاص بالإنسان في مكنوناته ومكوناته وتكوينه، والثاني يكون مكتسبًا من وسائل الإعلام، أما الثالث والأخير يكون سلوكيًا تقليدًا لسلوك واتجاه موجود في المحيط الخارجي.