د.عبدالعزيز العمر
أسوأ ما يمكن أن تصل إليه المدرسة في أي مكان في الدنيا هو أن تنفصل عن واقع مجتمعها، وتحديداً تنفصل عن مشكلاته وقضاياه الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والعلمية، وعندما يحدث ذلك الانفصال تصبح المدرسة عبئا على اقتصاد الوطن، وعديمة الجدوى الاقتصادية. خصوصاً وهي تلتهم جزءاً كبيراً من دخل الدولة (في الولايات المتحدة مثلاً التعليم يأتي ثانياً بعد الدفاع في حصته من موازنة الدولة).. فالمدرسة هي أحد أهم المشاريع الاقتصادية للدولة، بل هي أهم مشروع اقتصادي على الإطلاق تملكه الدولة. تذكروا أنه عندما تم طحن اليابان وألمانيا وسنغافورة وتسويتهم بالأرض، كانت المدرسة بالنسبة لهم هي المشروع التنموي العظيم الوحيد الذي قاد تلك الدول إلى التربع اليوم على اقتصادات العالم. دعونا هنا نسأل: ما الفرق بين المدرسة العربية والمدرسة عندهم. هنا دعونا نثير النقاط التالية: أولاً يجب الاعتراف بأن المدرسة لا توجد في مجتمعها العربي منفردة ومستقلة عن النظام الاجتماعي السياسي الكبير، ومتى ما مرض النظام السياسي الاجتماعي الكبير فسوف تمرض المدرسة حتماً، ثانياً المدرسة العربية هي تجمع بشري كبير داخل مساحة محدودة تبعث على الملل، ثالثاً المدرسة العربية تطبق منهجاً لا يتوافق مع مستجدات وتحديات العصر، المدرسة العربية لا تنظر للمتعلم سوى أنه أذن (مستمع فقط).