فوزية الشهري
تنومة تلك المحافظة البهية الرائعة التي تزينت بغيومها القطنية وجبالها الشاهقة ومدرجاتها البديعة وشلالاتها المتدفقة، تنومة الهادئة الحالمة التي تجعلك تدرك معنى جمال الطبيعة وروعتها.
شغفت بتنومة القلوب وهامت بها النفوس ولها من العشاق الكثير فهي ملهمة الشعراء وملاذ قلوب المحبين من أبنائها وغيرهم.
حريق غابات تنومة أثار قريحة عشاقها فمنظر تفحم أشجار العرعر وتلك الغابات الخضراء التي تحولت إلى سواد أحزنت جميع سكانها ومحبيها وكل من عرف تلك الفاتنة وتفاعل الشعراء مع هذا الحادث الأليم وجادت قريحتهم بأجمل القصائد وأحببت أن نستعرض بعض ماقيل من قصائد المواساة للساحرة في مصابها.
(1)
الدكتور علي الشهري يصف الحريق بقصيدة كتبها بمشاعر محب آلمه مصابها فيقول:
كفى لهيب النار في جسم زهراء
تنومة العذراء سلامتك من النار
قمم جبال شاهقات وخضراء
وسفوحها أخدود ومزارع ومحفار
لحافها غيمة وضباب ودهناء
مع شروق الشمس يصير الندى بخار
في غفلة الحراس في ليل ظلماء
شب القبس في ثوبها واهج النار
استنجدت والصوت مبحوح تكفا
النجدة النجدة كلت جسمي النار
(2)
(بي عنك) تلك الكلمة التي يربت ويطبطب بها أهل تنومة على كتف كل متعب للتخفيف من ألمه وتعبه وها هو شاعر تنومة ينشد لها:
بي عن تنومة ناس وبيوت وأشجار
وبي عن شوارعها وبي عن نسمها
يارب بدل صالي النار بأمطار
والناس تسرح صبح ترعى غنمها
(3)
ويواسي الشاعر الكبير محمد العريعر تنومة وأهلها بأبيات عذبة يقول فيها:
سلامتك يالمزهرة يالرحومه
بقلوب حسادك تزيد السعاير
على خدودك صبحنا يا تنومة
تضحك لنا زهورك وتشرق حراير
وأخيراً كل حدث مهما كان سيئ فإن لابد أن يكون له جوانب إيجابية مضيئة تعلمنا الكثير، حريق تنومة كان حدثا مؤلما ومؤسفا لكن أخرج لنا هذا الجمال الشعري الذي أتمنى تدوينه وحفظه لصونه من الضياع أو النسيان.
الزبدة:
محن الحياة تنضج الإنسان على نار الألم
«عبدالوهاب مطاوع»