رقية سليمان الهويريني
نعم يستفزنا ويؤلمنا نحن المسلمين سب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أو نشر رسومٍ مسيئة بحقه عليه الصلاة والسلام، ولكننا ندرك يقينا أن ذلك لن ينال من عظمته وقدسيته؛ فحبه ينبض في أفئدتنا ورسالته باقية إلى قيام الساعة والله قد تكفل بحمايته في قوله عز وجل {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}.
ولأن ديننا الإسلامي يدعو إلى حُسْن الخلق والتعامل بالحسنى حتى مع المعتدين، فإن الحكماء والعقلاء ما برحوا يدعون لرباطة الجأش وضبط النفس أمام هذه الاستفزازات المتتالية، والصبر والتقوى والتعلم من التجارب السابقة التي تفرض على المسلمين الحد من التصرفات المضادة التي تزيد التفرقة والتنافر بين المجتمعات. وقد أخبرنا الله سبحانه بقوله {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا * وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور}. وهو ما يجدر بنا أن نقوم بعمله مع الحالات الشاذة، ولندرك أن قضية الرسوم المسيئة ما هي إلا حركات استفزازية هدفها توتر العلاقات الإسلامية مع الغرب لتعود الدول الإسلامية إلى فترة ظلامية واضطهاد واحتقار ووصم بالإرهاب! وينبغي تحويل المشاعر المتأججة إلى مشاريع علمية تصب في مصلحة المسلمين وتساهم في انتشار رقعة الإسلام، بل لا بد من إدراك أن تلك الأمور الغريبة تزيد من معرفة الغرب بالإسلام حين يسمعون عن الأحداث وموقف المسلمين المتعقل أو الاستنكار والاحتجاج السلمي دون عنف، فتدفعهم إلى البحث عن هذا الدين والقراءة والتنقيب عن مآثره.
ولعل المفكرين والكتاب يساهمون بنشر مآثر الدين الإسلامي من خلال تأليف المسرحيات وكتابة نصوص يمكن تحويلها لأفلام ومسلسلات تظهر عظمة الدين الإسلامي ودعوته للتسامح وقبول الآخر والتحلي بالخلق العظيم، بدلاً من إبداء مشاعر السب والشتم والعنف، فهم (قوم لا يعلمون) عن ديننا العظيم.