د.عبدالعزيز الجار الله
المنطلق الذي يتعامل به أوردغان هذه الأيام حيث يطلق شعارات وتكهنات، هذا المنطلق الذي ينتهجه فيه الكثير من الغرابة، حيث يتصور ويفسر أن معاهدة لوزان التي وقعتها تركيا عام 1923م لمدة 100 عام وتنتهي في 2023م تتيح لتركيا العودة للدولة العثمانية، ويقول أوردغان إن مساحة 780 كيلومترا مربعا مساحة تركيا الحالية لا ترضيه، ويسعى أوردغان أن يعبر ويكسر الحدود التركية للوصول إلى الأراضي العثمانية القديمة.
مثل هذا المنطق الذي يريد أن يحتكم به أوردغان ويخاطب العالم من خلاله، لوكان قائماً لأصبحت الدول في دوامة ودوائر لا تنقطع، ستكون تركيا الحالية ضحية هذا التفسير فهي أراض رومانية وعربية وبيزنطية وكردية، واجزاء منها تعود إلى الأراضي العربية هي:
- زمن الخلافة الراشدة، كانت تركيا تتبع أراضي الخلافة الراشدة في أوائل القرن السابع الميلادي، حيث كانت تتبع عاصمة الخلافة في المدينة المنورة ثم الكوفة في العراق.
- وفِي القرن الثامن الميلادي تتبع دمشق في سورية والشام عاصمة الدولة الأموية.
- وفِي القرن الثامن والتاسع تتبع الخلافة العباسية في العراق العاصمة بغداد، وتتبع السلاجقة في القرن 11 الميلادي.
- والقرن 13 تتبع تركيا المماليك في مصر للعاصمة القاهرة، حتى القرن 16 الميلادي.
تركيا الحالية جزء من ممالك و تاريخ الجزيرة العربية زمن الخلافة الراشدة، وتابعة للكوفة في العراق والشام في العهد الأموي، وآسيا الوسطى فترة السلاجقة، وتتبع القاهرة المملوكية، وفِي الحرب العالمية الأولى عام 1918م قسمت تركيا وأراضي الدولة العثمانية، وكان الغرب وبعض دول الشرق قد سمحوا للأتراك بأن يكون لهم دولة بحدود 780 كيلومتراً مربعاً، في موقعها الحالي، وإلا كانت قد قسمت على الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الأولى.