د. مساعد بن سعيد آل بخات
يتكون النظام التعليمي في أي دولة من أربع مراحل، وهي:
أولاً: المدخلات: من معلمين ومعلمات، وطلاب وطالبات، ومناهج دراسية، وأدوات مدرسية، ومبانٍ مدرسية.. إلخ.
ثانياً: العمليات: من تخطيط الدروس، وتحديد الاستراتيجيات المناسبة لشرح الدروس، وتنفيذ الدروس، وتقويم الدروس.. إلخ.
ثالثاً: المخرجات: من تحقيق أهداف بشرية، ومادية، ومعنوية.. إلخ.
رابعاً: التغذية الراجعة: من مراجعة وتقويم ما تَمَّ أخذه مع الطلاب والطالبات للتأكد من تحقيق الأهداف المنشودة.
ويصعب قياس مدى جودة أي نظام تعليمي منذ بدء الفصل الدراسي أو عند منتصفه، بل نستطيع قياس مدى جودة النظام التعليمي عند انتهاء الفصل الدراسي أو عند انتهاء السنة الدراسية لضمان اكتمال مراحل النظام التعليمي في المؤسسة التعليمية التي نريد الحكم عليها.
ولو تمعنا قليلاً بعد مرور قرابة منتصف الفصل الدراسي الأول لوجدنا هناك جهداً واضحاً وتفاعلاً مثمراً بين المعلمين والطلاب، والمعلمات والطالبات من خلال منصة مدرستي ومايكروسوفت تيمز من حيث شرح الدروس، ووجود واجبات منزلية، ووضع اختبارات، والإجابة عن الاستفسارات، وتنويع استراتيجيات التدريس بما يتناسب مع التعليم الإلكتروني كالفصول المقلوبة.. إلخ.
إلا أنه من الملاحظ خلال الفترة الماضية بأنَّ بعض أفراد المجتمع يركزون على جوانب النقص في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، في حين نجد بأنَّ على أعينهم غشاوة عن رؤية الإيجابيات السابق ذكرها عند تطبيق التعليم الإلكتروني، كما أنهم يشيرون على وجود فاقد للتعليم مع أنَّ الفصل الدراسي لم ينتهِ بعد، وكأننا أيضاً بمعزل عن العالم في التعرض لآثار جائحة كورونا َالتي أثرت على جميع دول العالم في مختلف الأصعدة والمجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.. إلخ.
مع أنَّ تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD والذي يضم دولاً متقدمة في أنظمتها التعليمية مثل: (فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، سويسرا.. إلخ) قد أشار إلى أنَّ حجم الفاقد التعليمي في العام الماضي لبعض دول أوروبا يصل إلى 30 في المائة.
كما قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD بعد ذلك بمقارنة فعالية التعليم الإلكتروني في 193 دولة حول العالم، فتوصلت النتائج إلى نجاح 38 دولة منها في تفعيل التعليم الإلكتروني، حيث كانت المملكة العربية السعودية في مقدمة هذه الدول من حيث تقدمها في 13 مؤشراً من أصل 16 مؤشر لتفعيل التعليم الإلكتروني، كما تميّزت المملكة العربية السعودية بتنوع خياراتها وسرعة استجابتها وتحسينها المستمر، وأيضاً تميزت المملكة العربية السعودية في حصول المعلمين والمعلمات على الدعم اللازم لتخطي العقبات التي قد تواجههم عند استخدام التعليم الإلكتروني.
ختاماً..
لا أبالغ وأدعي بأنَّ التعليم الإلكتروني حَلَّ عوضاً عن التعليم التقليدي بنسبة 100 في المائة، ولكنني أرى أنَّ التعليم الإلكتروني يُعد خياراً مناسباً للتعليم في ظل استمرار جائحة كورونا حرصاً على سلامة وصحة الطلاب والطالبات، خصوصاً مع استمرار العطاء اللامحدود من المعلمين والمعلمات ومتابعة الأُسر للطلاب والطالبات والتي أسهمت في تفعيل التعليم الإلكتروني كما ينبغي له.