محمد جبر الحربي
لَعَائِشَةَ الْجَمَالُ.. وَكُلُّ حُبِّي
وَوِرْدٌ لَا يُرَى.. إِلَّا بِقَلْبِي
وَمَا فُتِنَ الْجَمَالُ بِغَيْرِ أُخْتٍ
لَهَا مَا شَاءَتِ الْأَضْوَاءُ هُدْبي
وقَلْبِيْ فَيْضُ بَاسِمَةِ الْمُحْيَّا
فَتُورِقُ أَرْضُهُ مِنْ بَعْدِ جَدْبِ
لَهَا عيْنَانِ مِنْ شَرَرٍ وَحُبٍّ
فَلَا نَدْرِي أَتُعْتِقُ أمْ سَتَسْْبِي
أَيَا ابْنَةَ مُزْنَةٍ.. مِنِّي سَلَامٌ
سَلامُ أَخِيكِ، مِنْ قَلْبٍ مُحِبِّ
فيُمْطِرُ مِنْ سَحَابٍ مِنْ ثِقَالٍ
وإِنْ كَانَتْ خِفَافَاً.. حِينَ تُنْبِي
لِيُوسُفَ والشَّهَامَةُ مِنْ أَبِيٍّ
يَعُودُ النَّبْعُ حَتَّى بَاتَ قُرْبيْ
مَلَامحُ مِنْ كُنُوزٍ، مِنْ مَعَانٍ
وَفِي جُودِ الْمَلِيحَةِ مَا يُلَبِّي
يُلَبِّي لِلطُّفُولَةِ... مَا أَرَادَتْ
جَمَالاً.. فَانْتَشَى عَقْلٌ يُرَبِّي
فَقُومِي يَا مَلِيحَةُ كَيْ نُغَنِّي
وضُمِّي مُزْنَ شَامِكِ ثُمَّ صُبِّي
وَأَمَّا الْيَوْمُ وَالدُّنْيَا وَرَائِي
وأَنْتِ، مِنَ الْجِوَارِ، جِوَارُ رَبِّي
فَلَا شَايٌ يَفُوحُ بِكَرْكَرْاتٍ
وَلَا طَارْتْ طُيُورُ النَّخْلِ صَوْبِي
وَمَا كُلُّ ابْتِدَاءٍ.. كَانْتِهَاءٍ
وَلَا الْغَايَاتُ تُجْنَى دُونَ حُبِّ
سِوَى بَدْءٍ تَشَكَّلَ.. أَنْتِ مِنْهُ
فَأَيْنَعَ بَعْدَ نَأْيِكِ.. بَعْدَ شَيْبِ
أَرَاهُ الْيَومَ في نَشْءٍ تَجَلَّى
وَمَا عَذْبٌ دَنَا مِنْ غَيْرِ عَذْبِ
وَإِنْ كُنْتِ الْجَمَالَ إِذَا تَبَدَّى
فَأَنْتِ عَلَى الْبُعَادِ دُعَاءُ غَيْبِ
... ... ...
* في رثاء عائشة يوسف عثمان العمري القائدة التربوية، ومربية الأجيال، شقيقة زوجتي الشاعرة خديجة يوسف عثمان العمري.