الهادي التليلي
ككل مسلم أستاء من أي كلام أراه عنصريا دينيا ضد نبي الخلق ولكن السؤال الذي أطرحه على نفسي وهل يضر هذا الكلام أشرف الأنبياء وهل يسيء إليهم الجواب لا. فماكرون وبعض الفرنسيين اختاروا حادثة اغتيال المعلم لتجييش الشعب حول موقف واحد يكفي أنه يخرج ماكرون من سجني عزلته السياسي الداخلي والخارجي بعد أزمة القمصان الصفر وبعد الفشل في التصدي لجائحة كورونا ماكرون الميؤوس من شفائه انتخابيا، خلال الاستحقاق القادم تلقف كرة شعبوية في الوقت الضائع كرة في الحقيقة هي لغم لا يدري أنه أبعد ما يكون عن حبل النجاة.
فماكرون لم يتعظ من التاريخ ومن أسباب سقوط ساركوزي المدوي والذي رغم تطمينات اليمين وأهم شقوق اليسار لم يصمد بسبب الملف الاجتماعي من ناحية وتجييش الجالية العربية الإسلامية ضده والتي تقدر بـ4.5 مليون نسمة حسب إحصاء قديم لوزارة الداخلية الفرنسية يضاف إليهم أكثر من 70 ألف متحول من المسيحية إلى الإسلام حسب المعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديمغرافية INED زد على ذلك عدد الجالية المسلمة المتنامي من 3 بالمائة سنة 2007 إلى 8 بالمائة سنة 2018 يجعل الحرب عليهم معركة دونكيشوتية بامتياز.
الرسول صلى الله عليه وسلم في قبره مع الأخيار أسس لحضارة عابرة للقرون ومشكلة لنسبة هامة من المجتمع الفرنسي وسيد الخلق في حياته تعرض للسب والتشكيك من أهله وذويه ومع ذلك استمر في رسالته ولم يسيء إليه بقدر ما كانت دافعا للسير للأمام، الآن ماكرون الذي أراد من الشأن اللبناني أن يكون حبلا ينقذ به مساره تبين أنه قد أساء التقدير ولم يجن من التدخل في لبنان غير المخاوف والشك فالتجأ إلى أن يلعب دور الضحية مغولا الإسلام والمسلمين استمالة لبعض الأصوات المالية الفرنسية ذات المنزع المعادي لتنامي أعداد المسلمين بفرنسا فكانت معركة أخرى خاسرة.
ماكرون متوهما يعتقد أنه ما زال رئيسا لدولة كبرى وفاته أن فرنسا لم تعد فرنسا بعد موجة كورونا الأولى فما بالك بعد الموجة الثانية فرنسا صارت أقرب للعالم الثالث اقتصاديا والسبب فشل ماكرون وطبقته السياسية على إدارة الأزمات والفاشل في إدارته لا يمكن ولا يستطيع بأي غطاء أن يسيء لمن أسس أمة تمثل خمس البشرية الرسول وهو في قبره يسير أمة كاملة وما كرون فشل في إدارة أزمات بسيطة في دولة كانت ثاني دولة استعمارية في العالم فصارت قرية تنمويا على المستوى العالمي لم يبق لها سوى بعض المنابر الإعلامية للصياح المتعالي شأن كل المفلسين.. ماكرون ليس فرنسا وفرنسا ليست ماكرون والجالية العربية والمسلمة التي أسقطت ساركوزي وقد كانت تمثل 5 بالمائة من عدد السكان لا يصعب عليها وقد صارت تمثل 8 بالمائة فعل ذلك إضافة إلى جيش العاطلين والمتأذين من سياساته العشوائية.. لذلك أدعو إلى أن نضحك من خطاب الكراهية ولا نسقط فيه فنبينا سيد الخلق ولا يسيء إليه أحد ولا يستطيع.