ميسون أبو بكر
يعلِّق طارق الحميد على تصريح ماكرون الذي أغضب الشارع الإسلامي: إن كان الرئيس الفرنسي أعلن أن الإسلام السياسي هو أكبر بؤر الشر التي تواجه فرنسا؛ والمعركة ضده تربوية وثقافية وأمنية؛ فلماذا لم يعلن حربه ضد حزب الله الذي يعتبر ذراعًا رئيسًا من أذرع الإسلام السياسي والذي يعد مثله مثل تركيا وأتباعها!»
كلنا ندين قتل البروفيسور الفرنسي الذي قتل بالطريقة الوحشية على يد شيشاني (مسلم)، وبعمق ندرك تمامًا خسارة مبدع مثله لبلده وللإنسانية لما له من إنجاز علمي، وقد عانت دولنا من الإرهاب ومن أذرعه وأحزابه والمقنعين بمسمى الإسلام السياسي الذين امتدت أذرعهم كالأخطبوط في العراق وليبيا واليمن ولبنان وسوريا وارتدوا أقنعة الديمقراطية في أوروبا ليضللوا الغرب الذي انخدع بهم أو على الأقل لم يتخذ القرار الحاسم لوضعهم على قائمة الإرهاب.
هؤلاء يستخدمون المستضعفين في الأرض كما فعلت تركيا واتخذت اللاجئين السوريين كمرتزقة لتحقيق أهدافها في التوسع وغزو دول الجوار وجعلهم دروعاً بشرية في وجه الدبابات وخطر الحروب التي أشعلتها في المنطقة، فما الذي يمنع أن تتوجه بوصلة أولئك المسيرين فكريًا والموجهين من قوى الإرهاب إلى أوروبا التي لم تتخذ ضدهم المواقف الرادعة!
الفوضى التي أعقبت قتل البروفيسور ثم تلت تصريح الرئيس الفرنسي أراد بها الإخوان المسلمين شغل العالم عن قضية مقاطعة البضائع التركية والغضب الشعبي السعودي من أردوغان والذي زلزل اقتصادها وأثار رجال المال والأعمال فيها ضد رئيسهم الذي أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه من عداء مع جيرانها من أوروبا والعرب فخسر الشرق والغرب، وهذا ما نلاحظه في كل مرة يحاول الإخوان إلقاء الضوء على قضايا تشغل الشارع عن قضايا أخرى تدينهم وهي نهجهم منذ زمن بعيد... نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمّي، منزه مكرّم عن كل سوء وعن السفهاء والمسيئين، ولعل محبّتنا له هو أن نكون على دينه وخلقه وأن نقتدي به لنحسن تقديم سيرته للعالم عبر سلوكنا وإنسانيتنا فيحترم الآخرون ديننا ونبيّنا، وحسبي الله ونعم الوكيل هو من أولئك الذين أساءوا للإسلام وجعلوه مقروناً بالكراهية والترصد.