علي الصحن
أُضيفت تقنيّة الفار رسميًا إلى قوانين لعبة كرة القدم في عام 2018، وتختص هذه التقنية بأربع حالات فقط وهي باختصار (هدف/عدم وجود هدف -ركلات الجزاء- البطاقة الحمراء - تحديد اللاعب المُنْذر أو المطرود) وتهدف هذه التقنية إلى معاونة الحكم على مراجعة القرارات التي اتخذها عن طريق التواصل بسماعة الرأس مع حكام الفار عند الضرورة، وذلك لضمان العدالة بين المتنافسين، باستخدام لقطات فيديو يعود إليها الحكام المساعدون في الحالات الأربع المنصوص عليها وبشكل عام «تسعى تقنية الفار إلى توفير وسيلة «لتصحيح الأخطاء التحكيميّة الواضحة» و«الحالات الضروريةّ التي تستوجبُ قرارًا دقيقًا».
التوسع في استخدام التقنية وعدم إجادة تطبيقها، قد يلحق ضرراً بالشكل الفني للمباراة، ويسهم في تدني مستوى إثارتها، في بعض اللقطات يظهر أن الحكم لا يجيد التعامل مع هذه التقنية، وأنه يتأخر في حسم أمر قراره، وفي لقطات أخرى يعود الحكم للشاشة للتأكد مع أن اللقطة واضحة ويكفي إشارة صوتية لاتخاذ القرار.
في لقطات أخرى يعود الحكم للفار وبناء على رأيه يقرر أمراً وبشكل يثير التساؤل والاستغراب عن فشله في الحكم من خلال نظرة مجردة لأمر واضح جداً حدث أمامه، وبين هذه وتلك تتساءل: هل يجهل الحكم شيئاً في القانون؟ وأين ستذهب حقوق الأندية المتنافسة لو لم يكن هناك تقنية وتصحيح؟
في ما مضى من منافسات الموسم المحلي الحالي شاهدنا حضوراً للحكم المحلي، وشاهدنا قرارات متناقضة لأخطاء متشابهة، وشاهدنا ايضاً كثرة الاستعانة بالتقنية والعودة إليها وفي بعض الحالات يتسمر الحكم طويلاً أمام الشاشة ويتأخر في الحسم وبشكل مستفز خاصة وأن بعض اللقطات واضحة يحكم عليها المشاهد العادي مباشرة، ولا أدري في ماذا يفكر الحكم حينها؟ هل يفكر في القرار فقط؟ أم في القرار وعواقبه؟ أم يستذكر لقطات متشابهة ويريد أن تكون قراراته متشابهة أيضاً؟
في هذا الصدد يفترض بلجنة الحكام أن تكثف من برامجها التدريبية على استخدام التقنية وأن تجعل من كل مباراة درساً جديداً للحكام، وأن تعرض على الحكم أخطاءه وتشرح له -من قبل متخصصين- كيفية تجاوزها.
سيتجاوز الجميع الأخطاء فمازلنا في البداية، ولعل حكامنا وقد منحوا الثقة الكافية يمنحون المتنافسين والمشاهدين الاطمئنان الكافي بأنهم قادرون على تقديم موسم مختلف، بالاستفادة من الأخطاء وتجاوز كل المؤثرات مهما كان حجمها، مع الاستفادة من التقنية كما يجب ودون تردد.
* * *
إذا أرادت البرامج الرياضية أن تصيب قدراً من النجاح في فقرات تحليل أداء الحكام، فعليها أن تقدم للمشاهدين خبراء أكفاء للقيام بهذه المهمة حتى يكونوا قادرين فعلاً على الإضافة والإقناع.
أما أن تقدم حكاما سابقين طالهم من الخلاف ما طالهم، وكانت لهم صولات وجولات مع الفشل مع الصافرة داخل الميدان وخارجه، وتحدث الناس عن أخطائهم وسوء أدائهم ردحاً من الزمن، وعجزوا أن يكون لهم حضور مميز في المحافل الدولية، فهنا نقول لهذه البرامج دونك والنجاح خرط القتاد، والمشاهد ذكي ويعرف جيداً كيف يختار ومن يشاهد.