فهد بن جليد
قرار مجلس الوزراء الموقّر برئاسة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- صرف مبلغ 500 ألف ريال لذوي المتوفى بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد، العامل في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص، مدنياً كان أو عسكرياً، سعودياً كان أو غير سعودي، اعتباراً من تسجيل أول إصابة بالفايروس في السابع من رجب 1441هـ، هو شهادة بأنَّ السعودية تعاملت مع هذه الجائحة بشكل نموذجي وإنساني متفرِّد على مستوى العالم، وأنَّ الإشادة العالمية التي تحدثت عن معالجة المملكة لآثار الجائحة ومواجهتها كانت في مكانها الصحيح، عندما جعلت بلادي الإنسان أولاً قبل كل شيء.
تقدير تضحيات العاملين في القطاع الصحي السعودي من جميع الجنسيات، ومعاملتهم بشكل موحَّد فيما يخص تضحيات فايروس كورونا، عمل غير مسبوق وفريد من نوعه على مستوى العالم، وهو درس كبير في الإنسانية، يُعبِّر عن أعلى وأرقى معاني ومفاهيم ومبادئ الاهتمام والرعاية والعناية بالإنسان، وحماية حقوقه، وحفظ وصون كرامته وتقدير تضحياته حياً وميتاً، ما أكثرها الجمعيات والهيئات والدول والأصوات التي تتشدَّق وترفع الشعارات الإنسانية، كأبواق مُزيَّفة لمجرَّد (ذر الرماد في العيون)، بينما تعجز عن القيام بأي خطوة عملية مشابهة تجاري الموقف السعودي الإنساني، لأنَّ المال في حقيقة الأمر أهم عند هؤلاء من الإنسان، وأنَّ دعواتهم في الأصل غير صادقة، وأهدافها وأجنداتها وأغراضها مشبوهة.
الموقف السعودي الإنساني العظيم -غير المستغرب- ظهر دون ضجَّة أو تسويق، بل هو واحد من قرارات جلسة أسبوعية اعتيادية لمجلس الوزراء الموقَّر، ليُسطَّر بماء من الذهب، كأول موقف عالمي من نوعه اهتم بذوي الأبطال العاملين في القطاع الصحي بهذا النحو، وقدَّر تضحياتهم، دون تفرقة بين العاملين في القطاع الصحي الحكومي أو الخاص، العسكري أو المدني، السعودي أو غير السعودي، فكل إنسان قدَّم حياته ثمناً لخدمة الإنسان على أرض المملكة العربية السعودية الطاهرة فهو يستحق التكريم، خطوة لها صداها على مستوى العالم تعكس مدى عظم بلادنا المملكة العربية السعودية وقيادتها، وهي تمضي بأحلامنا فوق السحاب، بعزيمة وقوة وصلابة جبل طويق.
وعلى دروب الخير نلتقي.