د.عبدالعزيز الجار الله
حثت فرنسا دول الشرق الأوسط على منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها، ووزارة الخارجية الفرنسية قالت في بيانها أن هناك دعوات لمقاطعة المنتوجات الفرنسية الغذائية، وأن مسلمي فرنسا جزء من مجتمع وتاريخ الجمهورية الفرنسية، وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتغريدة باللغة العربية: لا شيء يجعلنا نتراجع أبداً.
هذه التداعيات تأتي على خلفية المواجهة ضد الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- والمؤيدين لها والمدافعين عنها، وتكشف عن مدى حجم العداء المبطن من الرئيس الفرنسي ضد الإسلام، وهو يعلم جيداً ووزارة الخارجية الفرنسية والمتعاطفون مع موقف جماعة الحقد والكراهية للإسلام بأن الدين الإسلامي ليس دينًا محليًا أو محصورًا في إقليم واحد، عندما أشارت وزارة الخارجية الفرنسية والحكومة الفرنسية على منع الشركات من مقاطعة المنتوجات الفرنسية بأن الدول والشعوب الإسلامية حدودها ليس الشرق الأوسط، وهذا مأزق فرنسا أنها تحركت في تقديرات خاطئة:
استعدت فرنسا الدين الإسلامي والنبي الكريم والعظيم محمد -صلى الله عليه وسلم.
دخلت في صراع مع الشعوب الإسلامية في أنحاء العالم، الذي شارف تعداده على (2) ملياري مسلم.
إن العداء والكراهية ليست شعبية بل رسمية من الرئيس الفرنسي، فهي ليست من جماعة صغيرة أو موقف فرد لوحده، بل الحكومة والدولة الفرنسية.
إذا اعتبرت فرنسا أن الإساءة للإسلام رأي وحرية رأي، فإن المقاطعة للمنتوجات الفرنسية كذلك رأي وللشعوب حرية الرأي فيما تأكل وتشرب وتلبس.
الحكومات الإسلامية تركت القرار بيد الشعوب وليس هناك فرض على المسلمين في تحديد الاختيارات، أو متى توقفها، فالشركات الإسلامية أزالت المنتوجات الفرنسية من رفوفها، وبعض البضائع الغذائية توقفت الشعوب عن اقتنائها لتفسد وتنتهي صلاحيتها.
الآن أدركت فرنسا أن من سكانها من المسلمين لم تحترم دينهم ولا مشاعرهم، وحبهم لنبيهم وتاريخ حضارتهم، كأنهم من المواطنيين الذين يصنفون من فئة الدرجة الثانية نظرًا لدينهم، وهذا مأزق جديد لا علاقة له بحرية الرأي.