دأبت جمعية الكشافة العربية السعودية على المشاركة المجتمعية في مختلف المناسبات العالمية، بما يتفق مع خطة الجمعية الاستراتيجية بتبني العمل التطوعي المتقن، وتحقيق الجودة في مجالات خدمة وتنمية المجتمع والتوسع والتنوع فيها، ومنها اليوم العالمي للمسنين الذي احتفل به العالم في الأول من أكتوبر كشريحة مهمة من شرائح مجتمعنا المسلم، لها حقوقها على الجميع، وتأتي هذه المشاركة وذاك الاهتمام بتلك الشريحة انطلاقاً من مبادئ الحركة الكشفية التي تضمنت إحدى مفرداتها القيام بالواجب نحو الآخرين، كما أن وعد الكشافة أكد على أن يُساعد الكشاف الناس، إضافة إلى القانون الكشفي الذي تضمنت بنوده أن يكون الكشاف نافعاً، كما أن مدلولات التحية الكشفية أشارت إلى أن يحترم الصغير الكبير، والمشاركة المجتمعية كعنصر من عناصر الطريقة الكشفية، ولما في ذلك الأمر من أهمية للكشاف نفسه حيث يعزز له قيمة التماسك الاجتماعي باعتبار ذلك ممارسة إنسانية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح، كما أنه يشكل تجربة تثري الكشاف وتمنحه الرضا، وتكسبه المعرفة والخبرة من أشخاص حكماء اكتسبوا المعرفة والخبرة ولهم تجربة غنية في الحياة، وقد اعتادت الجمعية ومن خلال قطاعاتها المختلفة في جميع أنحاء المملكة على القيام بمساعدة المسنين عن طريق تنفيذ كثير من البرامج التي تعمل على الترويح عنهم والمساهمة في تحسين الحالة الصحية النفسية لديهم والتي تنعكس على الصحة العامة أو البدنية حتى لا يتعرضوا لبعض النتائج السيئة كالاكتئاب والحزن الذي يكونون معرضين له أو يصابون به بالفعل بسبب الوحدة أو غيرها من هذه الأمور، كما تحرص الجمعية خلال موسم الحج وفي شهر رمضان المبارك على إيلاء كبار السن أهمية قصوى، من خلال مساعدتهم في قضاء مناسكهم، ودفعهم على العربات حال إن كانوا تائهين أو في حاجة إلى ذلك، ومساعدتهم لدى المراكز الصحية والمستشفيات، وتلبية جميع مطالبهم الممكنة كالوقوف في طابور (ما) عنهم، أو للحصول على شيء (ما) من المراكز التجارية وما شابه ذلك، كما تهتم كثير من الوحدات الكشفية وعشائر الجوالة بهذا الجانب من خلال عمل مبادرات لعمل مزالق لدخول عربات ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم المسنون، وعمل درابزين حديدي أو استيل على عتبات أبواب المساجد، وتوفير الكراسي لمن يحتاج من كبار السن أو غيرهم، ومساعدة من يحتاج منهم كالشخص الضرير.
ومع أزمة جائحة كورونا حرصت الجمعية ومن خلال الفرق التطوعية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة منذ بدء جائحة كورونا على تلك الفئة الغالية فقدمت عديدًا من الأعمال التطوعية ومنها نشر الوعي لدى المسنين بوسائل الوقاية من فيروس كورونا، وتوزيع الكمامات والمواد المطهرة والمعقمات لمواجهة الفيروس، والمساهمة في إيصال الأدوية اليهم، وتلبية احتياجاتهم اليومية، وتوزيع الكتب على الراغبين منهم، وتوزيع السلال الغذائية على المحتاجين منهم، والمشاركة مع الجهات ذات العلاقة في تطهير وتعقيم دور الرعاية الاجتماعية، والمشاركة في تنظيم دخول وخروج المصلين ومنهم كبار السن وتحقيق التباعد الجسدي.
ويحرص القادة الكشفيون على القيام بزيارة رواد الحركة الكشفية الذين كانوا خلف قيام ووجود الحركة الكشفية في المملكة.