أحمد المغلوث
أتابع منذ سنوات تصنيف «شنغهاي» الصيني لجامعات العالم والمؤسف أن جامعات عالمية وعربية شهيرة رسبت في هذا التصنيف أو قل «الامتحان» رغم ما توفره دول هذه الجامعات لها من دعم كبير إضافة إلى دعم القطاع الخاص الكبير لها. وما تضخه لها بعض الجمعيات الخيرية والخاصة وحتى ما يخصصه لها بعض أثرياء العالم في وصاياهم فهناك من يوقف الملايين من الدولارات دعما لجامعته التي تخرج منها وحتى جامعات أخرى تقديراً لما قامت وتقوم به من أدوار اجتماعية ووطنية مختلفة وتصنيف «شنغهاي» للجامعات والكليات حسب ما تشير إليه التقارير المختلفة الراصدة لهذا التصنيف الذي بدأ عام 2003م وهو يهتم حسب هذه التقارير بترتيب الجامعات في العالم على المستوى الأكاديمي بعد رصد عديد من الإحصائيات المتنوعة التي تتضمنها استمارات توزع عادة على هيئات التدريس من أساتذة وطلاب. بل وحتى على من له علاقة في المدينة التي توجد فيها هذه الجامعة أو تلك فمن المهم أن تكون الجامعة ذات فعل متنامٍ وانفتاح على المجتمع بصورة فعالة وحيوية. مع الأسف نفتقدها في عديد من جامعات العالم العربي والمحلي إلا ما رحم الله.. ولا شك بعد ذلك هناك معايير متبعة ومهمة تحسب لكل جامعة شاركت في هذا التصنيف الذي بات عالمياً. حتى ان العديد من رؤساء جامعات مختلفة لم يترددوا أن سافروا إلى جامعة شنغهاي لمعرفة ما هو المطلوب فعله لتحقيق فرصة النجاح في هذا التصنيف الذي بات الحصول عليه هدفاً تسعى إليه مختلف الجامعت في العالم. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو تصنيف شنغهاي بصورة محددة وماذا يعني ويهدف؟ وباختصار فهو بعني بتصنيف الجامعات في مختلف دول العالم تصنيفاً أكاديمياً حيث حرص المعهد العالي في شنغهاي على القيام بإعداد وتنظيم تصنيف خاص بالجامعات على المستوى العالمي يتم من خلاله تقييم وتحديد أفضل الجامعات العالمية التي لها أدوار فعالة ومهمة في كل دولة. من حيث جودة التعليم مقارنة بغيرها من الجامعات الأخرى في هذه الدولة أو تلك. لقد بات تصنيف شنغهاي هو أحد أفضل التصنيفات العالمية التي بات يعتمد عليه من مختلف الدول في تقييم الجامعات وترتيبها وفقاً لما أعدته (مجموعة شنغهاي رانكينغ كونيتانسي) والمعروف أن هذا التصنيف المهم يركز على رصد وتصنيف أفضل 2000 جامعة وبعد المراجعة والتقييم بحيادية وشفافية يتم اختيار 1000 جامعة تمثل الأفضل وهكذا. تتكرر عملية التقييم ليصل العدد إلى 10 جامعة. ويتم اختيارهم بدقة بعيدة عن المجاملات والتوصيات. والمؤسف أن هذا التصنيف كشف المستور عن جامعاتنا العربية بالمقارنة بما فعلته جامعات في دول صغيرة. ويعزو البعض أن وراء عدم فوز جامعاتنا العربية لعدم اهتمامها بإنشاء مراكز الأبحاث العلمية والتطبيقية ورعاية العلماء والمبدعين في مختلف المجالات خاصة الثقافية والفنية والدراسات التاريخية.. نتيجة إلى الروتين وعدم اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ويتم تعيين بعض أساتذتها بتوصيات شخصية ليس لها علاقة بالجدارة والتميز والإبداع..؟!