محمد بن علي بن عبدالله المسلم
لقد ساير إعلامنا الداخلي التطورات الإعلامية الدولية في قطاعاته المختلفة: المقروء والمسموع والمرئي وكذلك السوشال ميديا، بل نستطيع القول بانفتاح السماء (الفضاء) ودخل الإعلام بأنواعه الإخباري والترفيهي والنافع والضار، وصار التحكم بالإعلام الوارد غير ممكن، بل مستحيل على مستوى الدول وعلى مستوى الأفراد وصار تأثير الإعلام المرئي والمسموع على المجتمع والأفراد مباشرة وبدون استئذان.
لقد نجح إعلامنا الداخلي حتى الآن وكذلك خلال جائحة كورونا بالتوجيه والتوعية ومحاربة الوباء. فقد أسهم الإعلام المرئي (التلفزة) خلال الجائحة مشاركة إيجابية في قنواته المختلفة وأهمها قنوات التعليم عن بعد الذي نجحت به المملكة حتى الآن. ولأن الناس صاروا يقضون معظم وقتهم في بيوتهم فقد ظهرت قنوات جديدة ومنها قناة (ذكريات) والتي تعرض برامج قديمة يعرفها من عايشوا التلفزيون في سنواته الأولى ومنها المصارعة الحرة وكان لها متابعوها وعشاقها بتعليق إبراهيم الراشد (رحمه الله) والمسابقات المحلية بديكور محلي وفنيين محليين وأفكار غير مستنسخة كما هو الآن!! ومباريات المنتخب السعودي والدوري السعودي بمعلقين فقدناهم منهم من انتقل إلى رحمة الله ومنهم من كبر سنه ومنهم المعلق محمد رمضان وزاهد قدسي وسليمان العيسى...... وما زلنا نفتقد برنامج الفلكلور الشعبي الذي كان يقدمه الفنان الشامل عبدالله العلي الزامل (رحمه الله) وهو لمن لا يعرفه كان (فنان شامل غير مغني) له متحف في منزله (لعل أبناءه احتفظوا به) كما أنه رسام، وكان يقدم أنواع الفلكلور في المناطق المختلفة وتطوره بشكل علمي.كذلك تعرض المسلسلات المحلية والعربية القديمة منذ نحو ثلاثين عاماً وأكثر.
كما تطورت صحافتنا المحلية وإن كانت الآن على غير ما اعتدنا عليه كصحف مطبوعة والتي كنا ننتظرها كل صباح ونقلب صفحاتها وحلت محلها الآن صحافة النت ونجدها كل صباح على أجهزة الجوال أو الكمبيوتر كاملة، وأصبحنا نقرأها وإعلاناتها عبر النت «الشبكة العنكبوتية» أما المسموعة فاعتقد أنه غطى عليها السوشال ميديا ورسائل الواتس آب ونبض وغيرها.
أما أعلامنا الخارجي (وأقول وأكررها) وبكل أسف فليس موجوداً وتاركاً الساحة للحاقدين والأعداء لنشر سمومهم وأخبارهم الكاذبة والمغرضة ضد المملكة فجهود المملكة ممثلة بسفاراتها ومندوبيها في المنظمات الدولية لا تصل إلى مواطني الدول الأخرى عبر وسائل الإعلام المختلفة فمملكة الإنسانية غير معروفة لدى الآخرين ومساعدات المملكة ومشاركتها الإنسانية عبر دول العالم المختلفة غير معروفة. ومعلوم أن المملكة من أكبر الدول المساهمة في الإغاثة ومساعدة اللاجئين، بل إن مساهماتها تفوق ما تقدمه الدول الكبرى (لأغراض سياسية وغيرها) ومن الأدلة على ذلك ما تنشره ما يسمى (منظمة حقوق الإنسان) وهجومها على المملكة بشكل استفزازي وعدم نجاح المملكة بالحصول على مقعد في مجلس المنظمة مؤخراً هو تأكيد لسياسة هذه المنظمة غير الصادقة في توجهاتها ضد المملكة رغم دور المملكة الإنساني والمعروف عالمياً.
لذا اأعتقد أنه يجب إعادة دراسة استراتيجية المملكة الإعلامية الخارجية وبكل الوسائل واستثمار المملكة لمكانتها الإسلامية والاقتصادية وأدوارها الإنسانية في العالم.
باختصار
* لقد أثبتت السياسة السعودية ثباتها وأنها مبنية على قاعدة صلبة منذ عهد المؤسس ولم تتغير مبادئها الأساسية المتمثلة بعدم التدخل في شؤون الآخرين وبالتالي عدم قبولها التدخل في شؤونها الداخلية.
* لقد أحدثت مقابلة سمو الأمير بندر بن سلطان ضربة موجعة للمتلونين والمرتزقة وأعداء الأمتين العربية والإسلامية لمن يعلمون بمواقف المملكة، ولمن يدعون أنهم لا يعلمون، وكانت تصريحات سموه بمنزلة قنبلة الموسم إن لم تكن قنبلة القرن لأن معلوماته موثقة وعايشها بنفسه، وأن سكوت المسؤولين السعوديين ليس عن ضعف، وإنما لحلمها وبعدها عن المهاترات.
والله الموفق