عبد الله باخشوين
** لايوجد ما هو أسوأ من (الخديعة).!!
وبين (الأعداء) تصنف (الخدعة) على أنها (هي الحرب)..؟!
- (الحرب خدعة)..!!
أما بين (الأهل)، و(الأصدقاء)، فإن أقدم (خدع المحبة)، تاريخياً، فهي (السم) و(السحر).
وطبعاً، هذا يعني أن (خدعة الأعداء)، أكثر شرفاً، وفروسية، ونبلا... ذلك أنك تكون ضحية (غفلتك)، وركونك، واسترخائك.. في مواجهة تحركات (عدوٍ) يتربص بك.. ولن تدرك، حقيقة ما حل بك إلا بعد الخروج من حالة (ذهول الوجع) الذي أصابك، لتبدأ سعيك لتداركه وامتصاص آثاره.. للخروج منه بأقل (الأضرار)، ولا تلوم أحداً، سوى (نفسك).
أما تجاه (الأهل).. و(الأصدقاء)، فإن جرح (الخديعة)، إن (نجيت، ولم يقتلك)، فإنه يبقى، منك فيك، ولا توجد قوة في الكون يمكن لها أن تساعدك على الخلاص من عذابك وألمك النفسي.. الذي قد تعاني منه، فترة ليست قصيرة.
أذكر رجلاً في مقهى بحي (منيل) القاهرة.. أخذني للجلوس فيه كاتب السيناريو الصديق (سامي السيوي). كان أمام المقهى (مباشرة) مطعم مهجور اسمه (عجيبة).. لا يعمل شيئاً سوى بيع (سندويتشات الجمبري المقلي)، وصل نجاحه للتلفزيون المصري الذي يقدم إعلانات عن ذلك، الـ(عجيبة) الذي يعمل طول الليل، ويأتيه محبو (الجمبري) من كل مكان.
كان رجل المقهى.. هو صاحب ذلك (المحل).. الذي كان يدير العمل وأربعة من إخوته.. يتبع كل منهم، ما يقرب من (عشرة.. صبيان) لتلبية طلبات الزبائن.. في ذلك الزحام العجيب، وطبعاً هناك طريقة (تقليدية) يعرفها من يعمل في قطاع لخدمة عدد كبير من (الزبائن) لتوزيع الحصص والنسب على العمال و(المدير) لهم، وقد كانت تمضي في (عجيبة) على أحسن حال ما يقرب من عشر سنوات، قبل أن (يتحالف) الإخوة، ويتآمروا على أخيهم الوحيد - دون أبناء- ويقرروا الاستيلاء على كل ما يملك.. أي يقرروا (تشليحه) على الطريقة (المصرية) التي نراها في (الأفلام).
كان الرجل يقول للذين تحلقوا حوله:
«إخواني سرقوني..!؟
«طب ازاي منه واقف فالمحل وعارف كل صغيرة وكبيرة..!!
«بالسحر.. وحياة ربنا بالسحر..!؟
«طب.. ازاي.. هو دا كلام..!؟
«والله دا اللي حصل.. كان كل شيء بيروح من بين أيديا وأنا مش حاسس..!؟
«طيب.. ما كنت عملت أي حاجة..؟!
«ليه هوانا سكت.. رحت لأكبر شيخ فيكي يا مصر.. وبعد جلستين.. قاللي.. قوم امشي يا ابني انته مالكش علاج عندي..؟!
«ثم مع الضحكات التي تعلو تسمع التعليقات الساخرة.. ابن اللذينا.. اتراي اللي وقعت فيه هو نفسه الجدع اللي عملهم السحر اللي شلحوك بيه.. وتسمعه يكمل.. أنا مسكتش وخليته يعمل حاجة تفرتك اللي سرقوه مني.. واهم زي منتو شايفين.. بقي الواحد منهم يتسلف اللي يوكل بيه عياله.