د.عبدالعزيز الجار الله
استمرت القضية الفلسطينية معلقة لأكثر من (70) سنة، خاض العرب خلالها حروباً طويلة مع إسرائيل، وعاشت المنطقة في صراع مرير ما بين: العرب والمسلمين وبين اليهود.
حرمت المنطقة من التنمية الحضارية والاقتصادية، وصرفت الميزانيات على الأسلحة والدفاع، خسر العرب واليهود حتى مع قيام إسرائيل أشياء كثيرة، أرواحاً وممتلكات، يهود العالم خسروا صداقة العرب والمسلمين وحلت العداوة بينهما، واستفاد الغرب وأمريكا وروسيا والصين من صراع الشرق الأوسط.
تغيّرت قواعد اللعبة ليصبح الصراع التاريخي مع إسرائيل إلى صراع مرحلي، وجاء الربيع العربي ليغيّر قواعد اللعبة من صراع: عربي إسرائيلي. إلى صراع: عربي ضد إيران، تاريخي قديم بين العرب والفرس. وصراع عربي ضد تركيا التي بدأت تلوح بعودة الدولة العثمانية.
فقد قدر على المنطقة أن تعيش حياة الحروب والتناحر من دول كانت ضمن الدولة الإسلامية الكبرى التي مهدت لقيام دول عدة مستقلة بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
صراع العرب ضد إيران وتركيا عجّل في حل قضية فلسطين، ففي عام 2020 تغيّرت خارطة الشرق الأوسط، وسوف تتغير أكثر لأن الأراضي العربية المحتلة في الأهواز الساحل الشرقي للخليج العربي، ولواء اسكندرون الإقليم العربي في سورية، وأراضي عربية في جنوب شرقي تركيا، وهضبة الجولان في سورية، وجزر الإمارات المحتلة، هي أكبر بكثير، وفارق هائل بين هذه المساحة ومساحة الأراضي الفلسطينية، وهذا لا يعني أن العرب تتهاون في الأراضي الفلسطينية، لكن الخطر الأكبر تمثله إيران التي تفتخر بأنها تسيطر على (4) عواصم عربية، وتركيا التي ترفع راية الدولة العثمانية مع نهاية فيما تعتقده اتفاقية لوزان عام 2023م نهاية الاتفاقية التي تقول تركيا إنها ستملك حق إعادة جميع الأراضي التابعة للدولة العثمانية، ونسيت تركيا أنها كانت تابعة للخلافة العباسية في مصر.
إذن المرحلة القادمة هي من أصعب المراحل التي انتظرها العرب من زمن، حين كانت إيران ظلماً وعدواناً هي جند الخليج القوي، وكانت تركيا المستعمر المهيمن على خيرات العرب تحت مظلة الدولة العثمانية.