أحمد بن عبدالرحمن الجبير
تمارس حكومتنا الرشيدة في إعادة هيكلة الاقتصاد السعودي شفافية عالية، تشكِّل إحدى سمات المرحلة، والعهد السعودي الجديد، وهناك وضوح وشفافية، وصدق وحزم، وذلك بإطلاق سياسات مالية، وإدارية حديثة تأخذ في الاعتبار ظروف جائحة كورونا، وبخاصة في هذه فترة التي تحتاج منا إلى التوظيف الأمثل للموارد المالية.
ولهذا كان لقاء بنك البلاد مع كُتَّاب الرأي، والإعلام في ديوانية البنوك السعودية، والذي عُقد الأسبوع الماضي في الإدارة العامة لبنك البلاد، وجاء اللقاء برعاية مدير عام البنك سعادة الأستاذ/ عبدالعزيز العنيزان، وأمين عام لجنة الإعلام المصرفية سعادة الأستاذ/ طلعت حافظ، ومشاركة كتَّاب الرأي، وبعض الإعلاميين.
فكان لقاء من دلالاته الرئيسة الوضوح في رؤية القطاع المصرفي للتطورات الاقتصادية الجديدة في بلدنا، والذي يُعَدُّ خطوة إيجابية، ومبادرة ممتازة تنمُّ عن مصدر قوة مالية، وحديثة تحسب لبنك البلاد، وتواكب الهيكلة، والتحول الاقتصادي، ومبادرات الرؤية السعودية2030م، والتي يشرف عليها بكل اقتدار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله.
وبنك البلاد بذلك يسعى إلى الوضوح والشفافية، وهدفه توعية المواطن والمقيم في منهجية العمل المصرفي الجديد، حيث دار النقاش عن الإستراتيجيات المصرفية، والأنشطة المالية، والتمويل وخدمات التقنية، والإلكترونية المصرفية، وتقلبات الأسعار، ومنح القروض، والتمويل العقاري والاستهلاكي للأفراد، والتفاعل مع متطلبات العملاء، وحل مشكلاتهم.
فهذا التوجه في اعتقادي ينمُّ عن وعي الإدارة المتميزة في بنك البلاد، وحضورها الفني، وتقدمها في التقنية الإلكترونية، واهتمامها بالتوعية الإعلامية المصرفية، وتعزيز الوعي المصرفي لدى جميع العملاء، وكان اللقاء راقيًا وشفافًا، والحديث والنقاش، والحوار نافعًا، ونال إعجاب، وتقدير وثناء الجميع.
نتطلع أن تتواصل هذه الاجتماعات مع البنوك الأخرى، في إطار منهجية الوضوح، والشفافية، ونتمنى أن يؤسس بالاشتراك مع البنوك السعودية معهدًا متخصصًا لدراسات الصناعة المصرفية السعودية، وفقاً للحاجات المستقبلية، وبأسس علمية عالية، وذلك لتعزيز التوظيف الأمثل للموارد البشرية، والمالية في ظل الرؤية السعودية 2030م.
ونتمنى من جميع البنوك المحلية توطين الوظائف لشباب وشابات الوطن، وخاصة الوظائف الفنية والتقنية، والتنفيذية والقيادية، ودعم المسؤولية الاجتماعية، وتقديم القروض لذوي الدخل المحدود والمواطن البسيط لتحسين أوضاعهم الاجتماعية، والمعيشية عن طريق تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ويُفترض من مؤسسة النقد حث البنوك المحلية على ذلك.
فالمردود الاقتصادي للبنوك سيتمثل في الدعاية ذات الطابع الوطني، والإنساني للبنوك، وهي دعاية عملية سيشعر بها الفرد والأسرة والمجتمع دون مقابل لتصبح البديل الإعلامي، والإعلاني للبنوك المحلية، والدعاية في دعم المجتمع دون أن تتخلى عن أهدافها الربحية، وتحقيق التعاون بين البنوك والمجتمع السعودي.
لقد سعدنا بلقاء الديوانية، وبما سمعناه، وشاهدناه من اهتمام، ونقاش وحوار بناء من الجميع، وهو -بلا شك- جهد عظيم يشكر عليه مدير عام بنك البلاد سعادة الأستاذ/ عبدالعزيز العنيزان، وأمين عام لجنة الإعلام المصرفية للبنوك السعودية سعادة الأستاذ/ طلعت حافظ، وجميع كتَّاب الرأي والإعلاميين، وكل المشاركين والحضور.
** **
مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية