سام الغُباري
ظهر «هشام طرموم» بقامته النحيلة على شاشة قناة الحدث، عقب وصوله إلى مدينة سيئون اليمنية ضمن قائمة من المختطفين المدنيين المفرج عنهم، مؤكدًا أن الحوثيين يخشون القلم أكثر من السيف!
حقد السُلالة الإمامية على أرباب الكلمة وصُناع الوعي عميق في ردات أفعالهم العنيفة عليهم، ولهم في ذلك منهج يشوه كل كاتب شجاع، الكلمة تصيبهم في مقتل لأنهم يعتمدون أساسًا على الخرافة والتضليل لإعادة إنتاج سلطتهم العنصرية.
نسف النظريات السُلالية في الحُكم التي انطلقت من جبال فارس قديمًا مهمة تصدى لها العرب الأذكياء، وكان أكثر من بُلي بها اليمنيون الذين صارعوا تلك الفكرة الاستعبادية في مهدها الأول قبل ألف سنة حتى اليوم، حيث يرى الفارسيون أن اليمن بيئة قتالية مهمة وعنيدة، ولها أثرها في التاريخ الإسلامي منذ معركة القادسية التي دمرت آخر قلاع كسرى، وفتحت الباب لإسلام شعبه، غير أن الاحتيال الفارسي كان أخطر، عادوا من نافذة الكِتاب لصناعة تاريخ آخر يفتح لهم أبواب المدن العربية ويتحكم في مسار شعوبها وتغريبهم عن هويتهم العريقة.
كانت «بابل» هدفًا لآلاف المؤامرات الفارسية باعتبارها أولى بوابات العرب الشرقية، ومهد حضارة الدولة العباسية، وعينهم أيضًا على بلاد الشام التي أسست لحكم الدولة الأموية، وذراعهم في اليمن حيث الجيش الذي قهرهم ذات يوم، وطوّع لكل خلفاء الإسلام أراضٍ لم يكن ليصل إليها نداء الرسالة المحمدية إلا بعزم أبناء حمير الجبارين، فعمد الفرس إلى تطويع أولئك الفرسان واحتواءهم، وكان لهم نصيب من ذلك الحلم عبر المذهب الزيدي - الهادوي الذي أبقى اليمنيين رهنًا في التخلف ودخولهم عصور الانحطاط التي قذفت بسيوفهم إلى الفتنة وابتداع المذابح بين قبائلهم حتى يستكين عرش الإمامة على سفوح جبالهم وفوق جثامين أشلاءهم الممزقة.
قبل أيام اكتشف اليمانيون أن «موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه» للباحث الثري: عبدالولي الشميري حرّفت سيرة «حسين بدرالدين الحوثي» وحوّلته إلى رجل نبيل!، وكثير من مجرمي السُلالة العلوية صاروا فضلاء بين طيات هذه الموسوعة المتحيزة، وهنا يظهر أصل التحريف الذي برع فيه أشياع الحوثيين كما برع أسلافهم، وهي الحرفة الفارسية، التي تقاتلك في المستقبل معتمدة على المراجع المكتوبة لتدفع بك نحو الإتباع لخطيئة لم تجد ما يدحضها، فمر الزمان عليها فصارت فضيلة يُنادى بمثلها، حتى يقع السيف على السيف وتستعر الحرب وتسقط اليمن إلى هاوية الإنسانية ككل العصور التي كانت والتي نراها اليوم دون أن نجد من يتذكر أو يخشى.
.. وإلى لقاء يتجدد