احمد العجلان
عندما تعاقد الهلال مع ابنه عبدالله المعيوف بعد سنوات طويلة قضاها الحارس الأمين خارج أسوار النادي وتحديداً مع الأهلي كانت ردة الفعل من المدرج الأزرق متباينة ما بين مرحب ومعارض، حيث حضر المعيوف في ظروف غير مثالية للاعب طموح يرغب في كتابة التاريخ مع ناديه الأصل الذي نشأ وترعرع فيه، حيث كانت الظروف غير المثالية تتمثل بالسماح بتواجد الحارس الأجنبي بالإضافة إلى تردد المشجعين في تقبل عبدالله.. ولكن لأنه شخص مختلف ويملك الإمكانات فقد خاض التحدي بجسارة وأكد أنه لن يكون مجرد رقم عادي بل سيكتب التاريخ ويؤكد أنه ابن بار في ناديه الهلال، حيث نجح في أول مهمة بأن ينافس الحارس العماني الكبير علي الحبسي ويبعده عن المرمى ويقف في مكانه وبكل شجاعة وأن يكون مصدر اطمئنان للمدرب ولزملائه اللاعبين والمدرج الهلالي الكبير، وقد دفع هذا التفوق الكبير للمعيوف المدرب دياز آنذاك بالدفع به كحارس أساسي في دوري أبطال آسيا والاستفادة من 4 مراكز للأجانب داخل الملعب بدلاً من أن يكون أحدهم بين الخشبات الثلاث، ونجح المعيوف في المهمة والتحدي وقاد فريقه للنهائي 2017 قبل أن يحقق دوري أبطال آسيا 2019 .
المعيوف بثقته وإمكاناته أصبح مصدر اطمئنان للزعيم وراحة نفسية لمدرجه الكبير لدرجة أن أنصار الزعيم العالمي لم يعد يشكل لهم مركز الحراسة أي قلق بل أن الصفقات التي عقدت مؤخراً في هذا المركز مع عبدالله الجدعاني وحبيب الوطيان تم التعامل معها على أنها تدعيم لدكة البدلاء من فرط الثقة في المعيوف، والحقيقة أن الثنائي القادم للهلال لديهما طموح كبير في أن يجدان مقعداً أساسياً مع كبير القارة، وهنا يبرز تحدي جديد للمعيوف ستكون نتيجته حتمية لصالح الهلال.
المعيوف لمن يفهم في دهاليز كرة القدم يعد قصة نجاح حقيقية فما حصل له من ضغوط وتحديات كان من الممكن أن تطيح به ولكن شخصيته القوية وروح التحدي في داخله جعلت منه رقماً مهماً في النادي الأكبر في آسيا.