التفاؤل هو أن ننظر ماذا يدور حولنا من أحوال وأسباب، فالشعور الإيجابي يسهم في التخلص من اليأس، بل إن التفاؤل والأمل من أجل الصفات التي يجب أن يتمتع بها كل فرد في المجتمع لتقوية النفس على الصبر والحلم، وجعلها أكثر تحملًا أمام عقبات الحياة فبالعزم على ترك أي عائق يؤثر بشكل سلبي في الشخص، فمثلاً منال طالبة قدمت في مسابقة تحفيظ القرآن وعلى الرغم من إتقانها للحفظ إلا أنها لم تكن الفائزة، وقدمت في السنة التي تليها وتعرضت لنفس الموقف واستجابت للبكاء الشديد والامتناع عن الطعام وأغلقت باب حجرتها على نفسها لأنها لم تفز بالمسابقة وتعرضت لحادثة وفاة والدها في نفس ذلك اليوم، لكنها تغيرت بصبرها وتفائلت ونظرت للحياة بشكل إيجابي بزرع الثقة والتحفيز لذاتها، وحققت الفوز في مسابقة القرآن الكريم وحصلت على تقدير ممتاز.
وقالت لهؤلاء الأشخاص الذين يستسلمون: الأحلام العظيمة تجعلكم أشخاصاً رائعين، لا تستسلموا للمواقف السلبية في حياتكم، واجعلوا منها نقطة انطلاق لا نهاية، ولونوا حياتكم بألوان التفاؤل، والفرح، والسعادة، فالحياة كلوحة بيضاء تنتظر الألوان لتغدو أكثر جمالاً، وتذكروا دائماً أن لديكم كثيراً من المهارات والمنح، وأدوات، وأحلام، وأصدقاء، وأحباء سيساعدونكم حتماً على الخروج من أي أزمة تواجهونها بعد توفيق الله عز وجل وتذكروا قوله تعالى: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}، فلو نظرنا إلى قدوتنا، وحبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كلف بالرسالة أصر على نشرها رغم ما واجهه من التعذيب، لكنه لم ييأس في نشرها حين قال: (قد تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) هذا هو قدوتنا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فلا بد أن نقتدي به في جميع أمورنا فكان عليه الصلاه والسلام يعجبه الفأل.