فهد بن جليد
رمي الكمامات والقفازات والتخلص منها بشكل عشوائي، كيفما اتفق في الطرقات العامة، أمام المحلات، أو في مواقف السيارات والأراضي الخالية، خطر آخر يهدد الصحة، لاسيما مع زيادة استخدام (البلاستيك) بكثرة في مختلف مناحي حياتنا (كبديل آمن) لمنع انتشار أو انتقال الفيروس، صرخات الأطباء والباحثين المتكرِّرة تحذر من خطر تحول هذه البقايا إلى مصادر للأوبئة، فضلاً عن الضرَّر البيئي الذي تخلفه.
قد لا تتوفر الحاويات المخصَّصة للتخلص من هذه البقايا في كل مكان، عند مداخل المحلات التجارية أو في مواقف السيارات وغيرها، لكن التصرف بمسؤولية من الأفراد أنفسهم تجاه صحتهم وصحة مجتمعهم، بالتخلص (الآمن) من هذه البقايا لسلامة الجميع يحسم المسألة لصالحنا، فالتعامل بحذر شديد مع (الكمامات والقفازات وبقايا البلاستيك والمحارم.. وغيرها) جزء لا يتجزأ من الوعي المجتمعي لمواجهة فيروس (كورونا) والالتزام بالتعليمات والإرشادات ويجب علينا التواصي به، ودعمه والتذكير به، مع ضرورة متابعة إلزام كل المحلات ومنافذ التسوق بتوفير (الحاويات) المخَّصصة لذلك بشكل كاف.
يتحدثون في أمريكا وأوروبا عن توقعات وسيناريوهات مستقبلية مخيفة تجاه هذه المسألة البسيطة في نظر الكثيرين، فالمتوقع أن تخلف جائحة (كوفيد-19) جبالاً من النفايات الطبية التي ترهق البيئة، وقد تتسبَّب في أزمة بيئية قادمة بحسب أبحاث جامعة (لويولا شيكاغو) المنشورة مؤخراً -الخوف كل الخوف- لم يعد مصدره ما تخلفه المستشفيات من أكوام البلاستيك والنفايات الطبية وكيفية حفظها ونقلها والتخلص منها، بل الخطر الأكبر هو كيفية تخلص (سكان الأرض) في زمن (كورونا) من المستلزمات الشخصية مثل (الكمامات والقفازات وأقنعة الوجه) بشكل عشوائي، بلا مبالاة.
وعلى دروب الخير نلتقي.