د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
استوقفتني كلمة خادم الحرمين الشريفين في ختام مجموعة تواصل المرأة 20 ومن شذرات قوله حفظه الله: (إن السعودية انطلقت في رحلة إصلاحية غير مسبوقة لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية).
وقال حفظه الله:
(المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع، فمن غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها البارز والفعال في قيادة التغير وصنع القرار). وفي مجمل كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تتبع غزير للمسيرة ومستراد وافر للممكنات الداعمة للحضور الحالي والمرتقب للمرأة السعودية فلقد تقاطرتْ الطروحات في شأن المرأة في بلادنا، واعتلتْ منصات القول في رواقها المحلي وفِي خارج الوطن، ودار الحديث في مشارب شتى في المكانة والتمكين ومستوى التعزيز وحجم المساواة وفيوض الثقة التي توليها قيادتنا الرشيدة للمرأة في عهدنا الزاهر فأشرقتْ الطروحات في بلادنا من خلال المنجز الذي تصدر المواقف والساحات فوقف العالم احتراماً لعقول نسائنا اللاتي حلّقن بأجنحتهن نحو تلك البيئات من بوابات عديدة (التمثيل الدبلوماسي سفيرة لبلادنا في بعض الدول الصديقة، والتعليم العالي والمشاركات الدولية المنبرية والفكرية في العلوم والفنون والآداب) وفِي الشأن النسائي في بلادنا حضرت ْ منصات خلاّقة؛ وكانت خريطة الدروب النسائية واضحة المعالم تومض فيها مقومات التمكين والتعزيز من قبل القيادة الرشيدة التي جعلتْ المرأة تحمل أدوات العبور وتُحسنُ السير بانسيابية، حيث كان التعليم وانتشاره كوة ضوء عميقة حملتْ البدايات المتينة للمرأة السعودية والتحولات السريعة القافزة فكتب التعليم طروس الوعي؛ فاستطاعت نساؤنا باقتدار تحويل القيم الإسلامية إلى ممارسات تُصاغ وتفعل ويتداولها المنصفون؛ ومهدتْ البوابات لدخول العصر الحديث في كل متكأ تحتاجه النساء، واتسعتْ النطاقات التي تعمل فيها المرأة في كل دوائر الأعمال؛ وتكونت منصات مهنية ذكية ظهرتْ كنواة لصناعة مستقبل مختلف، ودفعت السياسة الحكيمة المرأة السعودية نحو تكريس مفهوم المشاركة الوطنية، وانبثقتْ عن ذلك المفهوم قدرات نسائية تمكنتْ من اصطياد اللحظات الملأى؛ واقتناص فرص الوطن التي أصدرتها الدولة لتصب منافعها في مساحات النساء؛ فدخلتْ المرأة السعودية إلى مجلس الشورى وجالت ْ في مضمار القيادات العليا في الدولة وفي مؤسسات الحل والعقد؛ وتربعت على المنابر الخارجية والمنظمات الدولية لتتحدث عن مضمارنا الخصيب وتعرض أوراقنا البيضاء التي تُفكك ثورات الشكوك أمام العالم الناهض وتنبئ عما توافر في بلادنا من قرارات التمكين وقواعد انطلاقة النساء نحو حقول الحاد؛ ودخلت المرأة بوابات الوزارات الخدمية والتنظيمية ومؤسسات المجتمع المدني في الدولة لتسهم في أشكال النشاط المعرفي والاقتصادي والسياسي والصحي والرياضي؛ واستمرت شامخة باسقة في أدوارها من منظور شرعي يحفظ لها حقوقها وطبيعتها؛ وجلبتْ لها بلادنا وقيادتنا مساحات شاسعة للفعل والتجربة والتطوير حتى بدا حراك المرأة السعودية الوطني التنموي وهو يغادر الأدوار التقليدية باحترافية عالية، وتقدمت المرأة لتسهم بواجهات براقة في ترقية واقع مشاركة السيدات في صناعة القرار التنموي الذي أُوقِدتْ له منصات الترحيب، وعُقدتْ له حلقات النقاش.
وبقيتْ العقول النسائية السعودية تنسكبُ منها المُزن ويورق منها ما يُشكّلُ حياة المجتمعات السعودية المتحضرة.. فعلينا حين نتحدث أو يتحدث غيرنا عن تقييم واقع المرأة السعودية أن نبحث عن منصاتنا الأصلية ونسرج خيولنا في محيطها لنجلب لها كل أدوات النمو والتطوير بما يتوافق مع قيمنا الإسلامية وتوجهات القيادة الرشيدة، وألا نستنسخ صوراً من المجتمعات الأخرى قبل تمتين منصاتنا الداخلية وأن يكون للمرأة هنا بصمتها الخاصة وعلامة سعودية مبتكرة؛ تردم الثقوب التي تعيق الحراك التنموي الذي أشعلتْ شموعه بلادنا في أروقة النساء ومنائرهم.
بوح المشاركة
هذا القرار ولاتَ بعدُ قرارُ
إن النساء شقائق أنصارُ