إعداد - أحمد عزو:
ازداد طلب الولوج إلى شبكات VPN حول العالم، وأصبح الأمريكيون يتدافعون للوصول إلى برامج مثل TikTok وWeChat وسط حظر حكومي يلوح في الأفق، وهناك العشرات من هذه الشبكات المجانية التي تمنحك الوعود بحماية خصوصيتك؛ عن طريق إبقاء هويتك مجهولة على الإنترنت وإخفاء سجل التصفح الخاص بك. ورغم ذلك، لا تصدق مثل هذه الوعود الكاذبة، فهذه الشبكات الافتراضية الخاصة المجانية ضارة لأبعد الحدود بخصوصيتك، حسب «عالم التكنولوجيا».
ومن المؤكد أن الإنترنت مكان معادٍ لمن يهتم بالخصوصية؛ حيث يمكن لمزودي خدمة الإنترنت بيع سجل التصفح الخاص بك ببساطة، ويمكن للحكومات أيضًا التجسس عليك، كما يجمع مجرمو التكنولوجيا كميات هائلة من البيانات الخاصة بك لتتبعك عبر الويب، وهو ما دفع الكثيرين للجوء إلى الشبكات الافتراضية الخاصة، أو الشبكات الخاصة الافتراضية، معتقدين أنها يمكن أن تحميهم من المجرمين والمتلصصين.
ولكن هل تدرك أنه عندما تحاول الشبكات الافتراضية الخاصة حل مشكلة ما، فإنها قد تعرضك أيضًا لمخاطر خصوصية أكبر بكثير.
وحول هذا، يقدم «رومان ديليت» من المدونة الإلكترونية «تك كرانش» TechCrunch شرحًا حول ماهية VPN، وباختصار، تم تصميم الشبكات الظاهرية الخاصة VPN أولًا للموظفين للاتصال فعليًا بشبكة مكاتبهم من المنزل أو أثناء رحلة عمل، وفي هذه الفترة، تُستخدم الشبكات الظاهرية الخاصة على نطاق واسع لإخفاء حركة المرور على الإنترنت، وخداع خدمات البث للاعتقاد بأنك متواجد بدولة أخرى في حين أنك لا تكون كذلك، لا سيما أن نفس هذه الشبكات تساعد النشطاء والمعارضين في تجاوز أنظمة الرقابة في بلدانهم.
وتعمل شبكات VPN من خلال توجيه كل حركة مرور الإنترنت الخاصة بك من خلال أنبوب مشفر إلى خادم VPN، ما يجعل من الصعب على أي شخص على الإنترنت معرفة المواقع التي تزورها أو التطبيقات التي تستخدمها.
ولكن طبيعة شبكات VPN لا تحمي خصوصيتك أو تمنحك إخفاء الهوية؛ حيث تقوم الشبكات الظاهرية الخاصة VPN ببساطة بتحويل كل حركة المرور الخاصة بك على الإنترنت من الانتقال إلى أنظمة مزود الإنترنت الخاص بك إلى أنظمة مزود خدمة VPN بدلًا من ذلك.
وهنا يجب أن تطرح على نفسك سؤالًا مهمًا وهو: لماذا يجب أن أثق في VPN التي تعد بحماية خصوصيتي أكثر من مزود الإنترنت الخاص بي؟ الإجابة ببساطة هي: لا تستطيع الوثوق، ولا ينبغي عليك ذلك.
لا شك في أن شبكات VPN المجانية هي أحد أسوأ المخالفين، وأن مثل هذه الشبكات تجني المال من بياناتك أنت على وجه التحديد، ومثل أي خدمة لا تكلف شيئًا، غالبًا ما يتم دعم الشبكات الافتراضية الخاصة بالإعلانات، وهذا يعني نقل حركة المرور على الإنترنت وبيعها لمن يدفع أعلى سعر لتقديم إعلانات مستهدفة لك أثناء اتصالك بشبكة VPN.
وعلى الرغم من وجود شبكات VPN مدفوعة ومميزة تهتم بشكل عام بخصوصيتك، إلا أنها ليست مجهولة الهوية؛ حيث يمكن ربطها بعنوان إرسال الفواتير الخاص بك، ولكن وفي كل الأحوال فإن هذه الشبكات الافتراضية الخاصة المدفوعة لا تحل أيضًا مشكلة تحويل كل حركة المرور على الإنترنت إلى شركة يحتمل أن تكون غير جديرة بالثقة.
وفي حين يدعي بعض موفري VPN أيضًا أنهم يحمون خصوصيتك من خلال عدم تخزين أي سجلات، أو تتبع مواقع الويب التي تزورها، أو متى، وقد يكون هذا صحيحًا نوعًا ما في بعض الحالات، إلا أنه لا توجد طريقة تجعلك متأكدًا تمامًا من قيامهم بذلك، وواقع الأمر أن بعض موفري VPN ادعوا بالفعل أنهم لا يخزنون أي سجلات، ولكن في النهاية ثبت خطأهم تمامًا.
على سبيل المثال، ادعت UFO VPN، التي كان لديها في ذلك الوقت حوالي 20 مليون مستخدم، أن لديها سياسة عدم الاحتفاظ بالسجلات، لكن الباحثين الأمنيين وجدوا أن قاعدة بيانات تسجيل الدخول الخاصة بالشركة معرضة للإنترنت، ولا حاجة إلى كلمة مرور، وكانت قاعدة البيانات مليئة بسجلات نشاط المستخدم، بما في ذلك مواقع الويب التي كان المستخدمون يزورونها.
وحول هذا صرح «نيك سيلبي»؛ المدير السابق للاستخبارات والتحقيقات الإلكترونية في شرطة «نيويورك»، وهو الآن كبير مسؤولي الأمن في شركة التكنولوجيا المالية «باكسوس»، للمدونة الإلكترونية «تك كرانش»، بأنه يستخدم فقط مزودي VPN الذين يعلم أنهم لا يخزنون أي سجلات، وخلال الفترة التي قضاها كضابط شرطة، كان سيقدم أوامر تفتيش ليعرف مقدمي الخدمة الأفضل في إعطائه أي شيء.
وهذا لا يعني أن جميع الشبكات الافتراضية الخاصة تفتقد إلى المهنية أو عديمة الضمير أو تنتهك خصوصيتك؛ حيث تكمن معظم مشكلة الشبكات الظاهرية الخاصة في أنه لا يمكنك النظر وراء الغطاء ومعرفة ما يحدث ببياناتك، في حين تتيح لك شبكات VPN المستقلة، مثل Algo وWireGuard إنشاء خادم VPN الخاص بك والتحكم فيه من خلال خدمة سحابية، مثل Amazon Web Services أو Microsoft Azure أو Google Cloud أو Digital Ocean، ولكن تذكر دائمًا أن بياناتك المشفرة يتم تخزينها على سحابة شركة أخرى؛ ما يجعلها عرضة للاستيلاء عليها من قِبل السلطات.
ورغم ذلك، يمكن أن تكون الشبكات الظاهرية الخاصة مفيدة، ولكن من المهم معرفة حدودها، كما لا يمكنك الاعتماد عليها لحماية خصوصيتك أو إخفاء هويتك.