د.عبدالعزيز الجار الله
تريد تركيا الحديثة أن تحكم العالم العربي والإسلامي والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا الوسطى وإقليم كارباخ الأذربيجاني الأرمني، كما لها طموح في شرق إفريقيا عبر قواعدها في الصومال.
تركيا بمساحة 783 ألف كيلومتر مربع فقط تريد أن تحكم العالمين الإسلامي والعربي وهذه المساحة تعد رقماً متواضعاً أمام:
مساحة الوطن العربي حوالي (13) مليون كيلومتر مربع.
والعالم الإسلامي تبلغ مساحته نحو (32) مليون كيلومتر مربع.
ومساحة المملكة وحدها نحو (2) مليوني كيلومتر مربع.
إذن رقم مساحة تركيا يعد رقماً متواضعاً أمام مساحات العالم العربي والعالم الإسلامي أو حتى المملكة بمفردها.
كما أن تعداد سكان تركيا نحو (80) مليون نسمة مع المهاجرين الأتراك المعارضين لحكومة أوردغان الذي تحول إلى دكتاتور، ومع الأكراد الذين يرغبون في الانفصال عن تركيا والاستقلال في منطقتهم جنوب شرق تركيا، حيث يمثلون في تركيا (20 في المئة) من السكان ويبلغ تعداد الأكراد في دولة الأكراد الكبرى القادمة نحو (50) مليون كردي موزعين على دول: تركيا وإيران، سورية والعراق. كما يتوقع أن يصل سكان العالم العربي إلى:
(400) مليون نسمة.
وسكّان العالم الإسلامي سيصل إلى (2) مليار مسلم.
تركيا تتحدث وتخاطب العالم بعقلية القرن الـ (16) الميلادي حين كان الأتراك مهاجرين من القوقاز وفارين هرباً من الهجوم المغولي الذي اكتسح غرب آسيا، وعملوا تحت لواء ومظلة السلاجقة حتى سمحت لهم الفرصة في الانتصار على المماليك في مصر، وعاشوا فترة تاريخية في حروب مع الدول دول المنطقة حتى أعلنت تركيا التخلي نهائيا عن الخلافة الإسلامية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى عام 1918 وتأسيس تركيا الحديثة عام 1932م.
فكيف لهذه الدولة (تركيا) التي تعيش انقساماً وصراع أقليات ونزعات استقلال أن تتحدث عن مد نفوذها إلى ما وراء البحار والسيطرة على بلاد العرب والدول الإسلامية.