فيصل خالد الخديدي
تحرص البلديات والأمانات على إظهار جماليات مناطقها الطبيعية وإبراز تطور مرافقها وخدماتها وإضافة لمسة جمال بحدائق وإضاءات وجداريات ومجسمات ميدانية ومنحوتات إبداعية فأصبحت بعض المحافظات متحفاً مفتوحا وأصبح التعامل مع الأعمال الفنية على أنها قطع فنية ثمينة تستحق العناية والتقدير والمحافظة عليها في كل الظروف بل أضحت النظرة لها والتعامل معها على أنها ثروة وطنية لابد من المحافظة عليها مهما كانت الظروف ولعل خير تقدير لأعمال الفنانين والتعامل معها على أنها ثروة وطنية ماوجه به سمو أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان قبل أيام من نقل أكبر جدارية من السيراميك في المدينة المنورة للدكتور فؤاد مغربل والتي يفوق عمرها 33 عاما ونقلت من طريق المطار إلى مركز المدينة بسبب التوسعات حول الحرم النبوي الشريف, وماحدث أيضاً في جدة من التعامل مع بعض المجسمات الميدانية والمحافظة عليها رغم تغيير مواقعها... كل هذه الجهود وغيرها توضح أهمية تعامل الأمانات والمناطق والمحافظات مع الأعمال الفنية على أنها ثروة وطنية تستحق العناية بها وتخليد أسماء فنانيها والحرص على إبرازها وحفظ حقوقهم الفكرية والأدبية, والشواهد في هذا الإطار كثيرة ومنها مايرويه فنانو عسير من تعامل الأمير خالد الفيصل أمير عسير سابقاً من إبراز اسم الفنان صاحب العمل الفني الميداني بجوار عمله وعدم تجاهل من كان وراء العمل الفني المنفذ من فنانين.
وعلى النقيض من ذلك التعامل نجد بعض المحافظات وحتى السياحية منها تسقط أبسط حقوق الفنان الفكرية والأدبية في ذكر اسمه وتاريخ تنفيذ العمل بجوار العمل, فيتفاجأ الزائر بأعمال ميدانية وجداريات دون أدنى معلومة لا عن الفنان ولا تاريخ إنتاج العمل وهو ما ينسحب أيضاً على التعامل مع أعمال الصيانة والمحافظة فتتساقط قطع من جداريات ولا يلتفت لها وتطمس ملامح مجسمات بدهانات لا تمت لجنس العمل بعلاقة, مع أن أبسط مبادئ احترام العمل الفني أن يجد الفنان اسمه بجوار عمله وأن يشرف الفنان على ترميم وإعادة تأهيل عمله الفني المنفذ ميدانياً.
إن مثل هذه التصرفات من تغييب اسم الفنان وعدم حفظ حقوقه الفكرية والفنية يسقط كثيراً من قيمته الفنية ويجعل الحيرة حاضرة في هل أن حقوق الفنان تحضر وتغيب على حسب اهتمام المسئول في المنطقة ؟ أم أنه لايوجد نظام موحد في البلديات والأمانات يحفظ ويوثق الأعمال الميدانية للفنانين ؟
واليوم مع الدعم الذي يقدمه الأمير محمد بن سلمان من خلال اعتزازه بأعمال الفنانين ودعمه لإبرازها بدأ من مكتبه وقصره, وتوجيه الجهات الحكومية بحضور أعمال الفنان السعودي في المرافق الحكومية, فإن الأمل كبير في أن يكون هناك تنظيم من وزارة الشئون البلدية لحفظ حقوق الفنانين الفكرية في الأعمال المنفذة ميدانياً وحصرها وأرشفتها في كل منطقة ومحافظة وتوثيقها سواء الكترونياً أم ورقياً مع إبراز لاسم الفنان وتاريخ العمل ونبذة عنه وعن فكرته فهذه ثروات وطنية وقيمة فنية ثقافية للبلد وتاريخه.