د. صالح بن سعد اللحيدان
الكتابة أشبه ما تكون بولادة صعبة، هذا إذا كلَّف الكاتب والعالم والمؤرخ نفسه الكتابة من خلال مصداقية ما يدونه ويُسطره، ناهيك عن الشواهد والدليل والتعليل
الكتابة مسؤولية مهمة وشاقة ومكلفة دون ريب.
ولعل من أهم ما يُؤرق العالم والمحقق والمثقف هو نزاهة القول ونزاهة الشواهد التي يسردها لإثبات ما يدونه، لا سيما الماثلة الدالة على صحة وصدق ويقين ما يكفيه ويثبته خلال العهود.
كذلك فعل الأقدمون من ثقاة أهل التدوين والتاريخ، لا شك في هذا يعتمد أول ما يعتمد على أمور سلكها ابن جرير وابن كثير وابن خلدون وابن الأثير الجزري
كذا مسلمة بن مخلد وابن منقذ والبخاري في تواريخه الثلاثة.
كذلك فعل خلق كثير.. خلق كثير من المؤرخين والباحثين ومدوني الآثار ومحققي الأحكام على سالكة باقية تشهدها القرون كل القرون، فمن أجل ذلك أبين ما عساه يبين شيئاً ذا بال لقومي في هذا العصر ممن يكتب في التاريخ أو الأخبار أو تحقيق الآثار وتدوين ودراسة الأحكام من هذه الأمور:
1 - الشغف والولع.
2 -التهيؤ النفسي والفكري.
3 - الاستعداد العقلي المتلهف للتدوين.
4 - طرح العاطفة والعجلة جانباً.
5 - السفر والتنقل للإثبات.
6 - الحرص على صدق الرواية بصحة السند جداً.
7 - الحرص على عدم التشابه بين شيء وشيء آخر.
8 - دقة الملاحظة ونزاهة وقوة التدوين.
9 - الاستشارة (لذوي) الاختصاص الدقيق.
10 - الاطلاع بروية ونزاهة على غالب الكتب.
11 - لقاء أو زيارة ذوي المعرفة النابهين.
وشاهد هذا كله أن قراءة كيفية تم تدوين (تاريخ الطبري) مثلاً ثم كيف تمت قراءة سيرته بتأمل وتجرد، لوجد أنه دقق ورحل وسأل وحقق وتأمل وراجع وكذا صنع مثله خليفة بن خياط، وابن الأثير، وابن كثير.
ومن عجيب صعنهم من العجيب في ذلك كله أن واحداً منهم لا يكلف غيره ليجمع له ويجمع ويراجع، ويصف بل هو وحده يقوم بكل ذلك وأكثر لكسب الأجر وكسب الثواب في آن.
ولعل من أسباب بقاء الكتاب أي كتاب هو هذا، ولعل من أسباب بقاء الكتاب كذلك هو النزاهة والجد والتثبت من الشواهد وقوة الأسانيد، وحاول قراءة سيرة: مُسلم بن الحجاج أو الطبراني أو الدارقطني أو ابن حجر أو السر خسي ومثلهم الشاطبي فإنك واجد هناك كيف كانت الحال. ولهذا أنصح (اليوم) بعدم الالتفات إلى ما يكتبه أو يقوله المغرضون تجاه (المملكة)، فإن هؤلاء باعوا أنفسهم وعقولهم.
وليس بهذا يكتب التاريخ أو تدون أخبار وسير (الدول).. لا سيما في العصر الحديث.
وقراءة سورك (براءة) وسورة (الأنفال) تؤسسان حقيقة النفاق وكشف سوء كل شيء تجاه من لهم حق عليه ثم هو ينكر ويقدح وهذا أمر مشين في سياسة الصدق وبناء الأخلاق والحياة السالمة من كل غبش ونكران للجميل.
(بريد السبت)
سعود م/ العسكر/ الخرج
أحمد أ أ/ الدوسري / الخرج
محمد أ أ/ الدوسري / الخرج
يوسف بن سبيت بن هاني اليعمري/ عُمان
فهد بن حمد بن زلفان العامري/ أبو ظبي
خالد بن هدلق بن هادي الدويلة/ الكويت
حصة.م.م.ع/ جامعة الملك سعود-الرياض
سعد.ع.خ.الزهراني/ الطائف
داوود.أ.م. هوساوي/ جدة
((معجم موازين اللغة)) تم طباعة الجزء الأول وهو الآن يباع محلياً وعربياً،
تغير (العنوان) الآن فمن باب التجديد والتنوع.
أقدر لكم متابعتكم.