عثمان بن حمد أباالخيل
أقبلت نحوي مُسرعة تريد أن أحتضنها وأقبلها حفيدتي الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها أربع سنوات أشحت بنفسي عنها تظن إني ألعب معها عاودت الكرّه مرة أخرى ابتسمت. أليس هذا مؤلماً أليس هذا موقف يُفطّر القلب، أليس هذا مُحزناً. إنها أقدار وَسَتَجْرِي كَمَا كَتَبَتْ الله سبحانه وتعالى علينا. عشرات، بل مئات المواقف الإنسانية التي يمر بها من حولك في زمن فيروس كورونا. عادة المصافحة باليد اختفتْ حتى مع أقرب الناس إلى قلبك أمك وأبوك، اختفت مع الناس الذين تحبهم وتقدرهم مرة أخرى ظروف حزينة لكنها إن شاء الله ستكون من الماضي.
في بيتنا مُصاب بفيروس كورونا حبس نفسه في غرفته وحبس من يقيم معه أدخل الخوف في القلوب وأشعل القلق في النفوس، الاكتئاب.. الحالة النفسية.. التخوّف.. القلق أنه مصير من إصابة الفيروس. التباعد الاجتماعي نعمة لحفظ أنفسنا من العدوى لكنه يحز في النفس أن تجلس بعِيداً وتلبس كمامة تحبس بها أنفاسك وتنظر إلى من بجانبك بعينيك، هل لغة الجسد تكفي لتفهم ما تريد وما يريد أم صوتك الخفي المتقطع يعبر عن مشاعرك. مؤلم أن تعتبر كل من حولك مصابين بالفيروس وعليك الحذر وهم يعتبرونني مصاباً فمن هو السليم من الإصابة.
في بيتنا الكبير مملكتنا الغالية مملكة الإنسانية منحنى الإصابات بالفيروس بدأ بالانخفاض، حيث تم تسجيل 593 حالة إصابة جديدة وهي المرة الأولى التي تسجل فيها المملكة إصابات دون الـ 600 منذ 16 أبريل الماضي، وهذا يبشر بنتائج الجهود الكبيرة التي تقدمها وزارة الصحة، حقاً إنها جهود لا حدود لها بدعم ومتابعة وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- وولي عهدة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع. ما يحز في النفس أعداد المتوفين (4399) - رحمهم الله جميعاً- إن شاء الله قريباً نصل إلى الصفر في أعدادهم.
تسألني حفيدتي الصغيرة (متى يخلّص كونا) ملّت من التباعد وملّت من التواصل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. ليست وحدها من ملَّ الغالبية، بل الجميع ملّوا من جائحة كورونا، وفرج الله قريب إن شاء الله. شكراً جزيلاً حكومتنا على المشاركة في التجارب السريرية على لقاح ضد فيروس كورونا بالتعاون مع شركة «كان سينوا» الصينية على 5000 متطوع في المملكة من الأصحاء فوق سن 18 عاماً. نحتفل مع العالم وأتمنى أن يكون هذا الاحتفال قبل نهاية السنة الميلادية على توفر اللقاح فكل المؤشرات العالمية تدل على ذلك.
وفي الختام منظمة الصحة العالمية تثمِّن جهود المملكة في مكافحة مرض كورونا وعلى الشفافية والمصداقية ومشاركة العالم في التوصل إلى لقاح آمن. اللَّهُم أدِم علينا الأمن والأمان.. اللَّهُم احفظ بلادنا من وباء كورونا وبلاد العالم كافة.