ميسون أبو بكر

مجلس الشورى المكوَّن من 150 عضوًا من النساء والرجال عينت امرأة هذا العام -كأول حدث تاريخي في المملكة- في منصب مساعدة الرئيس، وهذا في إطار الجهود الحثيثة في المملكة لتمكين المرأة في المجالات المختلفة وفي مناصب قيادية، وهي تصبُّ في رؤية المملكة التي انطلقت بخطوات متسارعة وبتفاعل مجتمعي كبير من أفراد المجتمع كافة، كان جذوتها الشباب الذين أعطوا المجال الكبير سواء في الوظائف أو منحوا مساحة لإبداعاتهم ومواهبهم، وكذلك إشغال مراكز مهمة، ومنهم كثيرون برعوا كقيادات شبابية واعدة.

الأمر الملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بإعادة تشكيل المجلس كان حديث الصحف المحلية، وتلك المتابعة لأخبار المملكة ومستجداتها الآنية. وأتذكر حين قدمت ورقة بعنوان «مجلس الشورى وأعضاء الثقافة» في جامعة الملايا في ماليزيا عام 2017، واتخذت من بعض أعضائه أنموذجًا الشاعرة د.ثريا العريض، الأستاذ حمد القاضي، د. أحمد الزيلعي، كانت أغلب أسئلة الطلبة والأساتذة في الجامعة عن حضور المرأة السعودية في المجلس وعن آلية عمل المجلس واعتنائه بالشأن الثقافي.

حينها أعربت عن فخري أن حضور النساء في مجلس الشورى السعودي يفوق عددهم في الكونجرس الأمريكي، وها هو حضورهن اليوم يتوجه تولي د. حنان الأحمدي نائبة الرئيس لأول مرة في تاريخ مجلس الشورى السعودي، الذي كانت بداياته على أيام الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لكن ليس بصيغته الحالية والعدد الذي وصل إليه.

الأمير وزير الثقافة بدر بن فرحان آل سعود يقول «الإنسان هو العمود الفقري لكل الجهود التنموية والتطويرية». وهذا توجه رؤية السعودية 2030 التي انتفضت لها كل أركان المملكة ومناطقها وإنسانها، وأنا كشاعرة وأديبة وعاملة في الإعلام الثقافي، أتأمل ومثقفو هذا الوطن أن يكثف حضور الثقافة والإعلام الثقافي على الأجندة الرئيسية للمجلس الذي شكل من أعضاء متنوعين منهم مثقفون أكفاء، يمكنهم تبنّي آمال ومقترحات المبدعين السعوديين ومناقشتها وجعلها من الإستراتيجيات والمهام في المجلس.

كما أقترح تشكيل مجموعة من أطفال وشباب الشورى الذين يمكنهم حضور بعض الجلسات ومناقشة مشاكل وقضايا جيلهم في خطوة لتقديمها بأنفسهم، وكذلك لتدريب هذه الفئة على خوض تجربة الشورى.

أسأل الله لهذه البلاد أن تكمل مسيرتها بما يليق بهذه الجهود، وأن نزهو بها كمملكة المجد سليلة هذا التاريخ البهي الممتد لعمق الحاضر والذي يبتسم له المستقبل وينتظره.