أ.د.عثمان بن صالح العامر
أعيش في منطقة سمتها الأساس وصفتها الأبرز ((الكرم والسخاء، والجود والوفاء))، ولذا فالعلاقات الاجتماعية لدينا مقدسة، وتأخذ ساعات عديدة من وقتنا الثمين. ومع هذه الجائحة التي طالت وتفاقم أمرها وغيرت كثيرا من العادات والتقاليد بل امتد أثرها إلى الشرائع والمسلمات وهزت عددا من القناعات، أقول مع أننا نعيش في زمن كورونا فلا زال البعض منا متهاوناً في الأمر وربما لم يكترث به بعد، ولم يستشعر خطورته، أو أنها المجاملة والحياء.
ولأننا - كما صرح بذلك معالي وزير الصحة منتصف هذا الأسبوع - مقبلون على الموجة الثانية لهذا الوباء والتي ذكرت جهات علمية متخصصة أنها قد تكون أشد فتكاً من الأولى وأخطر، ولكونها تأتي والجو بارد، والإنفلونزا الموسمية تحل بساحة البعض منا، لذا فإنني أعتقد أن العقل والمنطق بل الشرع والدين يوجبان علينا جميعا أن يعذر بعضنا بعضاً في أمور عدة، ولا نعتب أو نتضايق حين يكون التخلي عمّا اعتدنا عليه من وصال وتزاور، فالرجاء كل الرجاء:
- ألا تشره علي إذا لم آتي للمقبرة مشاركاً في دفن الجنازة، وتقديم واجب العزاء والاكتفاء بالاتصال والمهاتفة.
- لا تشره علي إذا لم أدعوك لزواج ابني فالظروف الحالية تمنع التجمعات، وكما أخاف على نفسي وعائلتي من أن تتعرض للإصابة بهذا الفيروس أخاف عليك منه، ويعز علي أن تكون مناسبتي هذه التي حقها الفرح والأنس سبباً للحزن والاكتئاب.
- لا تشره علي حين قابلتك في السوق أنني لم أصافحك وأقبل رأسك كما اعتدت مني فأنا وأنت في دائرة الخطر إذا لم نلتزم بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمام.
- لا تشره علي حين اعتذرت عن حضور مناسبتك الاجتماعية فأنا ضد مثل هذه الاجتماعات في ظل ظروفنا الحالية فضلا عن كوني كبير سن ولدي أمراض مزمنة والحذر واجب.
- لا تشره علي أنني لم أزرك حين كنت ترقد على السرير الأبيض، فالمستشفيات قد تكون من الأماكن الإصابة فيها بهذا الفيروس محتملة للزائر والمرضى على حد سواء.
بصدق نحن في ظرف صعب ومرحلة عصيبة توجب علينا أخذ الحيطة والحذر الكامل ومثل ما قال المثل الشعبي ((اللي قرصه الداب يخاف من الحبل)) وليس من عايش كما سمع، واسألوا إن شئتم من فقدوا عزيزاً لهم جراء إصابته بفيروس كورونا، أو من أصيب هو بهذا الفيروس وأعتقه الله منه، كيف هي الآلام والأوجاع والمعاناة؟، والعاقل من اتعظ بغيره، دمتم بخير، ووقانا الله جميعا شر الأمراض والأسقام، وإلى لقاء والسلام.